| 
	
		
		
			
			 
				
				رد: أرجو المشاركة : ماهو المعنى الصحيح للمجاملة ؟ هل هي تحت مسمى النفاق ..
			 
			 
			
		
		
		الأخت الحبيبة الأستاذة ناهد .. 
شكراً لكِ لطرح هذه الموضوعات الهامة والقيّمة . 
أنتِ , وكل من حولي , يعلمون بأنني إنسانة مُجاملة , وأنا واثقة ومقتنعة تماماً ,  
بأن المجاملة هو أسلوب دبلوماسي نلجأ إليه عند الضرورة , وليست ناتجة عن 
ضعف في الشخصية , كما يدعي البعض .  
المجاملة نوعان : مجاملة حميدة وهي التي تقرب بين القلوب دون الإساءة للدين 
وللأخرين , وهذه التي أتبعها . أما المجاملة المذمومة هي التي يقصد بها التزلف  
للآخرين , أو كسب ود الآخرين لتحقيق مكسب ما , وهذه تكون على حساب الدين 
والأخلاق .  
إذن المجاملة الحميدة هي ليست نفاق اجتماعي بل هي أسلوب دبلوماسي يصدر عن  
إنسان ذكي ومتفهم للعلاقات الإنسانية . وأرى هذه المجاملة  ركن من أركان فن التعامل 
مع الآخرين .  
والعاقل هو من يميز بين من يستحق المجاملة ومن لا يستحقها, والظرف المناسب لها, 
وأن لايجامل على حساب مصالحه , وأن لا يكون كاذبا في مجاملته .   
ورغم الحاجة للمجاملة كفن ووسيلة في التعامل , لكن أحيانا نجد من لا يجيد التعامل بها, 
وإن جامل أفرط , وهنا يحدث الضرر والإخلال بأسس لاتقوم إلا بالصراحة .  
وإن رجعنا إلى الحكم الشرعي للمجاملة فقد سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله 
" في بعض الظروف تقتضي المجاملة بأن لا نقول الحقيقة , فهل يعتبر ذلك نوعا من الكذب ؟" 
فأجاب :" إن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل , لم تجز هذه المجاملة , وإن 
كانت لا يترتب عليها شيء من الباطل فإنما هي كلمات طيبة فيها إجمال , ولا تتضمن شهادة  
بغير حق لأحد ولا إسقاط لحق أحد , فلا حرج في ذلك ". 
والأمثلة والشواهد  التي طرحتها الأستاذة الأديبة هدى, مشكورة , تدعم وتؤيد هذا المعنى  
الحقيقي والصحيح للمجاملة . 
آسفة على الإطالة , وللجميع عميق تقديري واحترامي . 
 
		
		
     |