[حسن الحاجبي]

معشر الأحبة في نور الأدب
عيدكم مبارك سعيد , وأسعد الله أوقاتكم جميعا بكل خير .
أبيت إلا أن أشارككم بعضا من الإحساس المستفز الذي أحسست به , وأنا بصدد الإطلاع على الموضوع المعروض بين أيديكم في هذه الصفحة , وأتمنى أن يشارك الجميع في مناقشة هذا الأمر بسبب خطورته .
غاية الأمر أن جريدة " الشروق " التونسية , بادرت إلى تنظيم ندوة دولية حول موضوع " ضرورة اعتذار الإستعمارين الإسباني والفرنسي لشعوب المغرب العربي عن سنوات الإحتلال وتقديم تعويض عن الضرر " .
وقد أدلى ممثلو دول المغرب العربي بآرائهم في الموضوع متفقين جميعا على أن هذا الإعتذار الرسمي , في حالة حدوثه , سيكون بمثابة قفزة نوعية تمهد لعلاقات جديدة وبناءة مع المستعمر السابق .
وتفاوتت الآراء حول مسألة التعويض , حيث قدرها البعض بتريليونات الدولارات , بينما سار البعض الآخر في اتجاه المطالبة بمبلغ رمزي فقط , باعتبار أن الوطن ليس له ثمن يعوضه . وكان من الطبيعي أن يحضر من ينقل هذا الأمر بأمانة إلى أهل الشأن من الإسبان والفرنسيين , بشكل ملاحظين طبعا , وحتى لا تكون أية توصيات صادرة عن هذا اللقاء ملزمة للطرف الآخر .
لكن الملفت في الأمر أن فرنسا تتقبل الفكرة من حيث المبدإ , لكونها تتماشى مع شعارها ومبادئها التي طالما رفعتها تعلن من خلالها نصرة الحق , وتحقيق العدالة , وإن كانت تعتبر أن هذا الإعتراف قد يؤدي في نظر المحافظين إلى جرح بعض من كرامة فرنسا العظيمة , لذلك تبحث عن مخرج مشرف للقضية , وكتعبير عن حسن النية , قامت بتسليم أرشيفات وخرائط الحرب الخاصة بالحقبة الإستعمارية لحكومات دول المغرب العربي .
لكن العزيزة إسبانيا , فضل سياسيوها أن يغرقوا السفينة , فانبرت بعض الوجوه المرموقة , وفي مقدمتها " غوسي ماريا أزنار " للمطالبة بتعويض إسبانيا وشعبها عن سنين " الإستعمار الإسلامي لبلاد الأندلس لمدة ثمانية قرون " .
لا شك أن هذا القول يبدو كضرب من الخيال , لكنه الرد الوحيد الذي وجده هؤلاء لدفع تهم الإنتهاكات المرتكبة في حق شعوب المغرب العربي , بما فيها تجريب الأسلحة الكيماوية فوق رؤوسهم .
فما رأيكم معشر الأحبة ؟ وكيف يمكن الرد على هكذا موضوع ؟
في انتظار مشاركتكم , لكم أطيب المنى وخالص التحية .

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أ.حسن أشكرك على طرح هذا الموضوع الذي كنت قد شاهدت تقريرا عنه مؤخرا و لعلي أقول بشأن إسبانيا أن الفرق بين ماخلفه العرب في الأندلس وماخلفوه هم في بلداننا كبير فقصر الحمراء و المآثر الأندلسية لاتزال تدر عليهم الملايين و الحضارة العربية لإسلامية التي استمدوا من نورها قبسا لتنوير ظلمات جهلهم لها عليهم فضل كبير أما هم فقد خلفوا تبعية لا تزال حية وحاولوا إشعال فتن لم تنم كليا بعد .
في مناطق في الصحراء الجزائرية نسبة الإشعاع لا تزال مرتفعة جديدة نظرا للتجارب النووية الفرنسية هناك و هذه جريمة لا تزال حية تنفث أخطارها و أضرارها.
تحيتي و تقديري لك أستاذ حسن [/align][/cell][/table1][/align]

[فهيم رياض]

شكرا لك أستاذ حسن على هذا الموضوع وشكرا للأستاذة نصيرة على ردها ، وفي هذا
الإطار دائما أشير أن فرنسا لم تبد رغبة أو نية أو إشارة ضمنية تنم عن قبول الإعتذار ، بل
بالعكس فقد نهجت منهجا مغايرا لذلك بحيث سارعت إلى إستصدار قانون تمجيد الإستعمار
وراحت تطلق العنان لسفاحيها كأوساريس وغيره للإفتخار بما فعلوه بالشعب الجزائري ، بل
ثاروا حتى ضد فيلم عن مجازر 08ماي 1945 التي أرتكبوها بكل من سطيف وقالمة وخراطة
والتي نحيي اليوم ذكراها ال65 .
أما بالنسبة لخرائط الألغام فقد قدمتها فرنسا بعد أن قتلت واعاقت الكثير من الجزائريين و
الجزائريات ، اما بالنسبة لأرشيف الثورة فلم يصل منه إلا النزر القليل الذي لايعني الثورة
الجزائرية بشكل مباشر .
وكيف يعتذرون وهم يحظون بالأفضلية في بلداننا من دون أن يبدلوا جهدا من أجل ذلك
فلغاتهم مصونة فيها وتحتل الصدارة أمام لغتنا العربية التي تبدو إلى جانب هذه اللغات
كضرة مسنة لشابة وسيمة عند رجل غير عادل ، وشركاتهم تأخذ الربح ورأس المال معا
ومخابراتهم تتسلل إلى أسمى اجهزة الحكم عندنا .
تحياتي