خريج كلية الاداب  كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية
			
			
			
 
			
			
بيانات موقعي 
  
	  
	
	
	
		
		
			
			
				 
				الخطبة الخالية من الالف للامام علي رضي الله عنه
			  
			 
			
		
		
		حمدت وعظمت من عظمت منته , وسبغت نعمته , وسبقت غضبه رحمته , وتمت  
كلمته , ونفذت مشيئته , وبلغت قضيته . حمدته حمد مقر بتوحيده , ومؤمن  
من ربه مغفرة تنجيه , يوم يشغل عن فصيلته وبنيه . ونستعينه ونسترشده  
ونشهد به , ونؤمن به , ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن ,  
وتفريد ممتن , ونوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن  
له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير , وعون ومعين ونظير , علم فستر ,  
ونظر فجبر , وملك فقهر , وعصي فغفر, وحكم فعدل , لم يزل ولم يزول ,  
ليس كمثله شئ , وهو قبل كل شئ , وبعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن  
بقوته , متقدس بعلوه , متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر  
, قوي منيع , رؤوف رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته من  
يعرفه , قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه , ويرزقه ويحبوه ,  
ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه , وعقوبته موجعة , رحمته جنة  
عريضة مونقة , وعقوبته جحيم ممدودة موثقة . وشهدت ببعث محمد عبده  
ورسوله , وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه ,  
وتقربه وتدنيه , بعثه في خير عصر , وحين فترة كفر, رحمة لعبيده , ومنة  
لمزيده , ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ ونصح , وبلغ وكدح , رؤوف  
بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم , وبركة وتكريم , من رب  
رؤوف رحيم , قريب مجيب . موصيكم جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم  
بسنة نبيكم , فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ,وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم ,  
قبل يوم تذهلكم وتبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , وخف وزن  
سيئته , وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع , وشكر وخشوع , وتوبة ونزوع , وندم  
ورجوع , وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه , وشبيبته قبل هرمه  
فكبره ومرضه , وسعته وفرغته قبل شغله وثروته قبل فقره , وحضره قبل  
سفره , من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه ,  
وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , وقبل  
وجوده في نزع شديد , وحضور كل قريب وبعيد , وقلب شخوص بصره , وطموح  
نظره , ورشح جبينه , وخطف عرينه , وسكون حنينه , وحديث نفسه , وحفر  
رمسه , وبكي عرسه , ويتم منه ولده , وتفرق عنه عدوه وصديقه , وقسم  
جمعه , وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد , ووجه وجرد , وعري وغسل , وجفف  
وسجى , وبسط له وهيئ , ونشر عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع  
وسلم عليه , وحمل فوق سريره وصلي عليه , ونقل من دور مزخرفة وقصور  
مشيدة , وحجر متحدة , فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود , بلبن منضود ,  
مسعف بجلمود , وهيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , وتخفق صدره , ونسي  
خبره , ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه , وتبدل به قريبه وحبيبه ,  
فهو حشو قبر , ورهين قفر , يسعى في جسمه دود قبره , ويسيل صديده على  
صدره ونحره , يسحق تربه لحمه , وينشف دمه ويرم عظمه , حتى يوم محشرة  
ونشره , فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم  
بعزه قبور , وتحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , وشهيد ونطيق , وقعد  
للفصل قدير , بعبده خبير بصير , فكم من زفرة تعنيه , وحسرة تقصيه في  
موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة وكبيرة عليم , حينئذ  
يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة ,  
وحجته غير مقبولة , تنشر صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله  
, وشهدت عينه بنظره , ويده ببطشه , ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده  
بمسه , وشهد منكر ونكير , وكشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده , وسيق  
وسحب وحده , فورد جهنم بكرب وشده , فظل يعذب في جحيم , ويسقى شربة من  
حميم , يشوى وجهه , ويسلخ جلده , ويضربه زبينه بمقمعة من حديد , يعود  
جلده بعد نضجه وهو جلد جديد , يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم , ويستصرخ  
فلم يجده ندم ة, ولم ينفعه حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير  
ونطلب منه عفو من رضي عنه , ومغفرة من قبل منه , فهو ولي سؤلي ,  
ومنجح طلبتي , فمن زحزح عن تعذيب ربه , جعل في جنة قربه , خلد في قصور  
مشيده , وملك حور عين وعده , وطيف عليه بكؤوس , وسكن في جنة فردوس ,  
وتقلب في نعيم , وسقي من تسنيم , وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل ,  
ختم بمسك , مستديم للملك , مستشعر بسرور , يشرب من خمور , في روض مغدق  
, ليس يبرق , فهذه منزلة من خشي ربه , وحذر ذنبه ونفسه , قوله قول فصل  
, وحكمه حكم عدل , قص قصص , ووعظ نص , بتنزيل من حكيم حميد , نزل به  
روح قدس متين , مبين من عند رب كريم , على نبي مهدي رحمة للمؤمنين ,  
وسيد حلت عليه سفره ,مكرمون برره , وعذت برب عليم حكيم , قدير رحيم ,  
من شر عدو ولعين رجيم , يتضرع متضرع كل منكم , ويبتهل مبتهلكم ,  
ويستغفر رب كل مذنوب لي ولكم  
 
 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)