13 / 01 / 2009, 57 : 12 AM
			
			
		 | 
		
			 
			رقم المشاركة : [1]
			
		 | 
	
	| 
			
			 حسن الحاجبي 
			
			
			
 
			
			
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				منامة مولانا السلطان
			 
			 
			
		
		
		تروي كتب التاريخ ان مملكة الحكم ,قد ضيعهاابناء الخليفة, فاصبح لكل قطر سلطان ...
تجبر كل واحد اكثر من غيره,ففرضت المكوس,و قطعت الرؤوس,و حزنت النفوس .  
ولما تساووا في الغي, عذبهم الله تعالى واحدا واحدا باغرب عذاب. فقد ذكر الرواة ان كل ابناء الخليفة, كانوا يفزعون في منامهم, و يرون نفس الحلم الذي يقض مضاجعهم , ويطرد النوم عن اعينهم . ..واصل الحكاية ان الواحد منهم لا يكاد يغمض , حتى ينتصب له عبد اسود فارع الطول , مهيب الهياة , وبيده ملقاط ضخم ما يلبث ان يدخله بالقوة في فم مولانا السلطان , ثم يشرع في اقتلاع اسنانه غير مبالي بصراخه, إلى ان ينزعها كلها ,فيفيق السلطان مذعورا متشائما من حلمه البغيض . 
...ارسل كل سلطان في طلب العلماء و المفسرين مسائلا :افتوني في رؤياي , واصدقوني القول و لا تكذبوا . ولان كلمة الحق عند سلطان جائر , معروف عاقبتها, فقد طارت رقاب كثير من المفسرين ..كان الواحد منهم يدخل على السلطان, ويقول : تفسير الحلم يا مولاي هو ان حكمكم سيتعرض للزوال على يد الاعداء, وسيموت ابناؤكم و زوجاتكم و جميع اهلكم بحد السيف .و ما يكاد ينهي كلامه حتى تفصل راسه عن جسده لانه اغضب مولانا السلطان ...ولكن المشكلة هي انهم جميعا قالوا صدقا , و نطقوا حقا, فكيف السبيل إلى مجاهرة السلطان الجائر , وهو لا يرضى بالتسليم بحقيقة منامته؟ ....
تقدم رجل اشعث اغبر وقال : انا انقذكم و اصارح مولانا السلطان بتفسير ما يراه كل ليلة في المنام , وبعد ان اذن له بالكلام قال في حضرة مولاه : ابشر يا مولاي و انعم, إن تفسير المنامة هو ان الله تعالى, سيطيل في عمركم , و ستدفنون كبيركم , وتشيعون صغيركم, و تكونون آخر من يدخل القبور من قومكم .
إنفرجت اساريرالسلطان و فرح بما سمع , ثم امر للرجل بجزيل العطايا و وافر الهدايا, ولم يدر ان ما قاله الرجل الاشعث هو عين ما قاله كل الذين فقدوا رقابهم من قبله في سبيل تفسير حلم مولانا السلطان ....وما هو إلا حسن التخلص , وجودة الطرح بما يجيز الممنوع و يحوله مباحا ...
...واقتتل ابناء الخليفة , فضعفوا و وهنوا , و فشلوا و ذهبت ريحهم . مات الازواج و الولدان , وضاع الملك والسلطان, ولم يبق سوى فم متهدل , ليس به اسنان . 
 
  
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     | 
    | 
		
		
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |