هاب اليراع وقد هيأت أفكاري *** قولي حسير فساد الحزن أشعاري
   أين البيان وقصدي المدح في حلل *** حِب العظيم وخيرا فوق أخيار
   عجز القريض يصب الحر في أرقي *** لكن لمدح نبي الله إصراري
   جاء الرسول فأضحى الكون في فرح *** زال الظلام أُنير الدرب للساري
   صاح الحيارى أطل البدر في وهج *** هل الحبيب غُمرنا فيض أنوار
   هو السراج أنار الليل إذ صلفا *** ضل العباد أضاعوا شرعة الباري
   خط المسير بماء النور والذهب *** ساس الجموع فزالت كل أضرار
   تهدي البرايا متون كان يحملها *** يشفي الصدور كلام ضاء في الغار
     أجرى الجماد دموعا أنّ منتحبا *** يشكو الفراق ويبكي لمس مختار
   يا لمن لحبه يهفو المنبر الحطب *** شاعت دموع فسالت مثل أنهار
   إنا نسوق إليك الشوق ملتهبا *** نرجو الهداية..نرجو البعد عن هار
   رسول ربي ويا نورا ويا سندا *** عذرا فإنا لبسنا لبسة العاري
   فلا مكارم أخلاق تدثرنا *** ولا صدود عن الداعين للنار
   ولا ائتمام بنور الله في ظُلم *** من الضلال تلف العيش بالعار
   صار الكذوب مطاعا في مذاهبنا *** دس السموم فسارت تحت أظفار
   والغل سيل يسوق القوم للنقم *** من بعد زاد هطولا مثل أمطار
   يجري الفساد مريعا في مرابعنا *** فالذئب حار..فراع خائن الجار
   يمضي الصلاح غريبا في مجالسنا *** يرثي صحابا ويبكي غربة الدار
   فهل قنعنا بأعمال نعددها *** مات اجتهاد وزالت رغبة الشاري
   ضد لضد غزا الأفكار في خَلد *** غطى البصيرة كد التائه الجاري
   دين ودنيا نريد الحمل في يدنا *** بعض الحديث عن الفردوس والنار
   وما اجتهدنا سوى في كسب فانية *** فهل نسينا وقوفا عند جبار
   سال الكلام زعافا سم موكبنا *** سد الطريق بوحش الفتنة الضاري
   وشاع قتل فذا طفل وذا رجل *** حتى النساء فكل صيد أشرار
   فما النجاة سوى بالعض في جلد *** على المقول ومضموم بأسفار
   من سير هاد حباه الله بالحكم *** من كان شمسا سما من بين أقمار