| 
	
		
		
			
			 
				
				خَرَجَ المَسِيخُ
			 
			 
			
		
		
		خَرَجَ المَسِيخُ   
 
 
في لَيلَةٍ هَبَطَ الرَّبِيعُ عَلَى الثَّرَى = هَرَعَتْ لَهُ النَّسَمَاتُ ، ثُمَّ بَهَا سَرَى 
حَمَلَ الشَّذَا ، وَ أتَى إِلَى أَمَلٍ غَدَا = جِسرَ التَّمَنِّي وَ الهُدَى بَينَ الوَرَى 
عمَّ السَّلَامُ بِدَوحَةٍ ، وَ غَشَى الرُّبَا = أَهدَى طُيُورَ الأَيكِ أمنًا فِي الكَرَى 
وَ تَعطَّرتْ لُغَةُ الكَلاَمِ بَصَفوِهَا = وَ تَوَهَّجَتْ مُهَجُ الأَنَامِ تَبَصُّرَا 
هَلْ لَاحَ فِي وَسَطِ السَّمَا مَلَكٌ هَدَى ؟ ! = أمْ قَد غَدَتْ لَحظَاتُ صِدقٍ بِالقُرَى ؟! 
وَ اشتَاقَتِ الأنحَاءُ فِطرَتَهَا – بِلا = قَتلٍ ، وَ دَمعٍ ، أَو أَيَامىَ تُشْتَرَى 
قَامَ العَنَاءُ بِزَفْرَةٍ هَتَفَتْ بِهِ = هَذا مُحَالٌ يَا وُجُودٌ – لَو تَرَى ! 
فلُربَّمَا هَذا سُكُونٌ خَلفُهُ = شَابَ الرَّجَا مِنْ أدْمُعٍ تَروِي البَرَى 
رَفَعَ الظَّلامُ جِنَاحَهُ فَبَدَا الأَسَى = شَاقَ الأَمَانَ القَهرُ حتَّى أَدْبَرَا 
لَمْ يَنْتَهِ الإنْسَانُ عَنْ نَزَعَاتِهِ = بَلْ شَادَ دَربَ الإثْمِ رَوْضًا  أزْهَرَا 
رَهَبَاتُ صَارَتْ مِنْ ألِيمٍ تَغْتَلي = وَ الشَّرُّ مَاضٍ  بِالرَّدَى مُسْتَكْبِرَا 
تَمْضِي النَّوَائبُ فِي الدُّنَا مِنْ شِقْوَةٍ = كَالطَّودِ أرجَفَ  غَادِيَا  ، أَوَ مُدْبِرَا 
أَمْرَانِ سَاقَا الكَونَ يَلْقَى حَتْفَهُ = حِقدُ الوَرَى ، والظُّلمُ أَدمَى الأَخضَرَا 
لَنْ تَغْفِرَ الأَقدَارُ شَكوَى دَمْعَةٍ = وَ المَرءُ فِي الأَوحَالِ يَمْشِي خُطَّرَا 
وَ اللَّيثُ بِالأرجَاءِ أمْسَى مَنْظَرًا = أضْحَتْ هَوَامُ الأَرْضِ – مِنْهُ - أخْطَرَا 
خَرَجَ ( المَسِيخُ ) مِنَ الظَّلامِ بِسُّمِهِ  = يَهِبُ الضَّلالَ إلى الوُجُودِ لِيَفْجُرَا 
يَا بَاكِيَ الأحزَانِ أضنَاكَ الأسَى = كَمْ مِنْكَ فِي الأرجَاءِ يَصْلَى مَجْمَرَا 
لَا الحُزْنُ أنْقَذَ مُهْجَةً مِنْ لَوعَةٍ = أَو قَد شَفَاكَ الوَجدُ مِنْ شَرِّ الوَرَى 
فَامْسَحْ أَسَى العَبَرَاتِ - تَسْلُو حِيرَةً = وَ اجْنَحْ إلَى الدَّعَوَاتِ تَرجُو ( أَكْبَرَا ) 
لَولَا دُعَاءُ القَلبِ مَا دُفِعَ البَلا = وَ لَصَارَ دَرْبُ  المَرءِ دَومًا أَغْبَرَا 
 
 
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي ) 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |