| 
	
		
		
			
			 
				
				انتظرها .. محمود درويش .
			 
			 
			
		
		
		بكوب الشراب المرصَّع باللازورد , انتظرها 
على بركة الماء , حول المساء و عطر الكولونيا , انتظرها 
بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال , انتظرها 
بذوق الأمير البديع الرفيع , انتظرها 
بسبع وسائد محشوة بالسحاب , انتظرها 
بنار البخور النسائي ملئ المكان , انتظرها 
برائحة الصندل الذكرية فوق ظهور الخيول , انتظرها 
 
و لا تتعجل 
فإن أقبلت بعد موعدها , فانتظرها 
و إن أقبلت قبل موعدها , فانتظرها 
و إن أقبلت عند موعدها , فانتظرها 
و لا تجفل الطير فوق جدائلها 
 
و انتظرها 
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها 
و انتظرها 
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها 
و انتظرها 
لترفع عن ساقها ثوبها غيمةً.. غيمةً 
و انتظرها 
و خذها إلى شرفةٍ لترى قمراً غارقاً في الحليبْ 
و انتظرها 
وقدم لها الماء قبل النبيذْ 
و لا تتطلع إلى توأمي حجلٍ نائمين على صدرها 
و انتظرها 
و مس على مهَلٍ يدها عندما تضع الكأس فوق الرخامِ 
كأنك تحمل عنها الندى 
و انتظرها 
تحدث إليها كما يتحدث ناي ٌ إلى وترٍ خائفِ في الكمانْ 
كأنكما شاهدانْ على ما يعدُّ غدٌ لكما 
و انتظرها 
إلى أن يقول لك الليلْ : 
لم يبقى غيركما في الوجودْ 
فخذها إلى موتك المشتهى ........و انتظرها  
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |