من أشعار محمود سامي البارودي ( شاعر السيف و القلم ) :
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
 
[poem=font="custom ...,6,,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/3.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ=	وَفَاضَتِ الْغُدْرَانُ وَالْمَنَاهِلُ
وَازَّيَّنَتْ بِنَوْرِهَا الْخَمَائِلُ=	وَ غردتْ في أيكها البلابلُ
وَ شملَ البقاعَ خيرٌ شاملُ=	فصفحة ُ الأرضِ نباتٌ خائلُ
وَجَبْهَة ُ الْجَوِّ غَمَامٌ حَافِلُ=	وَ بينَ هذينِ نسيمٌ جائلُ
تندى بهِ الأسحارُ وَ الأصائلُ=	كأنما النباتُ بحرٌ هائلُ
وَلَيْسَ إِلاَّ الأَكَمَاتِ سَاحِلُ=	و شامخُ الدوحِ سفينٌ جافلُ
مُعْتَدِلٌ طَوْراً، وَطَوْراً مَائِلُ=	تهفو بهِ الجنوبُ والشمائلُ
وَالْبَاسِقَاتُ الشُّمَّخُ الْحَوَامِلُ=	مشمورة ٌ عنْ سوقها الذلاذلُ
ملوية ٌ في جيدها العثاكلُ=	معقودة ٌ في رأسها الفلائلُ
للبسرِ فيها قانئٌ وَ ناصلُ=	مُخَضَّبٌ، كَأَنَّهُ الأَنَامِلُ
كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ قَنَادِلُ=	منَ العراجينِ لها سلاسلُ
للمجنونِ بينها أزاملُ=	تخالها محزونة ً تسائلُ
لَهَا دُمُوعٌ ذُرَّفٌ هَوَامِلُ=	كأنها أمُّ بنينَ ثاكلُ
فِي جِيدِهَا مِنْ ضَفْرِهَا حَبَائِلُ=	منَ القواديسِ ، لها جلاجلُ
تَدُورُ كَالشُّهْبِ لَهَا مَنَازِلُ=	فَصَاعِدٌ، وَدَافِقٌ، وَنَازِلُ
وَ الماءُ ما بينَ الغياض سائلُ=	تحنو على شطانهِ الغياطلُ
كَأَنَّهَا حَوَائِمُ نَوَاهِلُ=	وَالطَّيْرُ فِي أَفْنَانِهَا هَوَادِلُ
تزهو بها الأسحارُ وَ الأصائلُ=	فانهض إلى نيلِ المنى يا غافلُ
وَ انعمْ ، فأيامُ الصبا قلائلُ=	وَ المرءُ في الدنيا خيالٌ زائلُ
وَ الدهرُ للإنسانِ يوماً آكلُ=	وَ كلُّ شيءٍ في الزمانِ باطلُ[/poem]