اَلصَّمْتُ كَالْجُنونِ فِي مَدَاهْ ..
  
وَ حَائِطُ الحُضورِ سَاكِنٌ خُطَاهْ،
  
لَيْسَ فِيهِ سُلَّمٌ لِيَعْشِقَ السَّماءْ ..
  
وَ الرِّيحُ عَابِرٌ هَوَاهْ ، 
  
وَ المساءُ غَارِقٌ في صَمْتِهِ..
  
حُلْمٌ لَهُ انْثَنَى الطَّرِيقْ..
  
فِي مَرْكَبِ الْقَراصِنَة..
  
وَ زُمْرَةُ السُّيوفُ عَاوَدَتْ مُروقَهَا ..
  
كَأَنَّهاَ انْسِيَابُ لَفْحَةٍ مِنَ الْجَحيم ..
  
لَمْ يَرْعَوِي هُناكَ في السَّغَبْ ..
  
وَ لا تَحَوَّلَ الرَّمادُ فِي اللَّهَبْ..
  
  
  
كَأَنَّها رُمْحٌ يَغُوصُ فِي حَشَاهْ..
  
وَ الْخَوْفُ كَانَ يَخْتَفِي فِي مِعْطَفِهْ ..
  
بَيْنَ الْخُيُوطِ .. فِي دَمِهْ ..
  
وَفِي ظِلالِهِ الصُّقوُرُ وَ السَّحَابْ..
  
وَ جَوْقَةٌ مِنَ الْكِلابْ..
    
  
  
أُنْشُودَةُ الْعَشِيقَةِ الْمُعَذَّبَة،
  
تَنُوءُ فِي الْجِبَالِ وَ السُّهولْ ،
  
وَ تَعْتَلِي مَتَاهَةَ الإِلَهِ " مَارْسْ "،
  
      وَ فِي يَمِينِهَا قَوارِيرٌ ذَهَبْ،
  
لِتَرْتَوي فِي سَاعَةٍ مُغَبَّرَةْ ،
  
لِتَرْشِفَ الْعِشْقَ الْحَزِينْ..
  
عَلَى رَصِيفِ مَقْبَرَةْ،
  
فَيَغْضِبَ الإِلَهُ مِنْ عَشِيقِهَا،
  
وَ يَقْذِفَ الْجِمَارَ وَ الْحِمَمْ ..
  
  
  
اَلدُّمْيَةُ الَّتِي تَمَزَّقَتْ يَدَاهَا فِي  الْغِنَاءْ ..
  
كَانَتْ هُنَاكَ فِي انْتِظَارِ حُبِّهَا،
  
فِي غَيْمَةٍ مِنَ الْهَباءْ، 
  
تُرَاقِبُ الْمُسَافِرينْ،
  
  
  
وَعَيْنُهاَ عَلى الْمَسَارْ..
  
وَ الْجِدَارِ وَ الْمَدارْ..
  
    
وَتَرْسُم ُالْحِكايَةَ الْمُحَنَّطَة ..
  
فِي جَبْهَةِ اللَّيْلِ الطَّوِيلْ،
  
لَعَلَّهُ يَعُودُ بَعْدَ حِينْ ..
  
لَعَلَّهُ يَكونُ بَيْنَهُمْ كَأَيِّ عَائِدٍ ..
  
  
  
  
وَ عِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ..
  
مُقْبِلاً مِنْ عَالَمِ الأَمْوَاتِ كَالشَّبَحْ ..
  
وَ لَمْ يَعُدْ عَلَى الرَّصِيفْ..
  
  
  
تَنَاثَرَ الْجَمِيعُ فِي يَوْمٍ رَتِيبْ..
  
وَ كَانَ حَارِسُ الْقِطَارِ..
  
يَحْتَسِي شَرَابَهُ الرَّخِيصَ،
  
  
وَيَرْقُبُ الْوُجودَ فِي صَمْتٍ رَهِيبْ.
                                                                                                                                                                                                                وجدة في 07-11-2009