رست الأحـلام في ذاكرتي = فـإذا الحـزن بقلبي قـد رسا
 
 
كلـما عُـدت لأيام الهوى = أنـبـت الشيب عناقيد الأسى
 
 
أنهـل ُ الأحزان بحرٌ كأسها = علقمٌ مـرٌّ ويـدمـي الأنفُسا
 
 
فـإذا نسَّم ريـحٌ للصـبا = فاح في الذكرى يحاكي النرجسا
 
 
جـالبا طـيفا فيحي لوعتي = إذ ينادي الطَّيفُ قـلبا يـائسا
 
 
فتدوي صـرخةٌ في زفـرةٍ = فـإذا الدمعُ كأن لـن يُحبسا
 
 
ليتها تـدرك أني دونهـا = كل بؤس الكون عندي عرَّسا
 
 
هجـرتني وهي تحيي لوعتي = وبـكت دمـعا وكان المؤنسا
 
 
قـبَّـلتني ثم رفَّـت جنحها = تـقصدُ "المهد" وبيتاً قُـدسا
 
 
يـا حبيبا يقصد الأرض التي = تُنبت الحـب فنعمت مغرِسا
 
 
فـلتصلين على تلك الـربى = كي يدق الحب يوماً أجرسا
 
 
كي يعود العشق يحلو كأسه = ويكـون القرب منا حارسا
 
 
يـا عيونا نـازعتني دمـعها = أزرق اللَّـون كبحر هامسا
 
 
يـا نجـوما في الثنايا أبرقت = لؤلؤاً مصقولة مـن سنـدسا
 
 
إن تغب عني أجدها أشرقت = في الدُّجى بدرٌ أضاء الحندسا
 
 
أسأل الأطيار عنها بـكرةً = تخفتُ الأطيار حتى تخـرسا
 
 
كلـما أقـرع كأسي دونها = أجـد الكأس يحاكي الأكؤسا
 
 
يـا حبيبا عُد إلى حيث الهوى = فـالهوى إن صنتهُ لـن ييبسا