| 
			
			 حسن الحاجبي 
			
			
			
 
			
			
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				متعب أنا يا صديقي
			 
			 
			
		
		
		الليل مدلج طويل , الأنين متقطع كأنه طفل يتهجى , ومن لانهائية الرذاذ الرتيب , تطل أنوار باهتة , تغزو ظلام الغرفة في خجل . 
قرب النافذة , يتمدد كائن آدمي , معجون من العواطف و من رماد السنين المهيضة , ينظر بعينين مسبلتين إلى الغسق الشاحب ,,, ذلكم أنا . 
القلب مني جندله الأسى ’ فتضرجت دماء الألم حرى , والهم قديم جديد , أحمله في صدري على الدوام , ومعين الدمع في مقلتي لا ينضب . 
متعب أنا يا صاحبي,  و جناحي مكسور ... الحزن في يتقطر كما السم في كوب فارغ . 
متعب أنا يا صاحبي , أترقب كل ليلة نجم الحقيقة في سماء الريب و الوحشة الحالكة .  وحين طلبت نسمة هواء تبلل عطشي , عثرت بكأسك المترعة في طريقي . 
سقيت الروح منها راضيا ,,, كنت أرى سيل اتهامات باطلة على صفحتها , لكنني شربت و شربت حتى الثمالة . 
أنا الآن مخمور إلى حد النشوة , ومن فرط نشوتي أصيح و أقول لك : لا يا صاحبي , لست يهوديا , لا يا صاحبي , لست جاسوسا , لا يا صاحبي , لست رقيبا ولا عميلا , فلا حاجة بك إلى أن تكتب إسمي باللون الأصفر , في المكان المعلوم . 
لا تضع علامات الإستفهام منذ اليوم أمام إسمي فقد أعفيتك من عناء الشك و التوجس .  لا تخش أن أدخل عليك مرة أخرى . فقط,  تريث قبل أن تذبح , فسكينتك قاطعة . 
متعب أنا يا صاحبي , أرى السهاد يأكل مني الجفن في صمت , ولا أستطيع أن أرد عن نفسي تهمة دونها الأرواح و المهج .لا تسألني يا صاحبي كيف عرفت ؟؟؟  
الحقيقة ماتت في كل العيون , والحلم الجميل ابتلعه الموج , ثم رماه ميتا على الشاطئ الآخر . 
يا صاحبي , يا أيها الحزن النازف من رحم الأيام المتضوعة بعبير الشوق , ليتك تعلم فعلا حقيقتي , ليتك تعلم أني أمشي على حد السيف , أخلط دمعي بدمي و أصنع منه عودا أعزف عليه لحن التعازي , ورقصة النكبة . 
منكوب أنا يا صاحبي , لكن نكبتي بك أعظم و أجل , لا تتعب نفسك بعد اليوم بالبحث عن عنواني , لا ترسل من يتسلل خلسة إلى قصائدي و ديواني , لا تلتفت إلي حتى ,,, فقط , إذا صادفت يوما في الطريق جثماني , تذكر أنك كنت قاتلي , تذكر أنك من ,,,بالباطل رماني . 
مخصي أنا يا صاحبي , وما أشقاني بخصياني , أحتفل باندحاري كل ليلة , و أنتشي كلما الموت غشاني , أنسى ذاتي الممزقة , وأتيه في صدى موال سحيق أردده حتى الإغفاءة . 
عذرا يا صاحبي , دعني أتهالك على سريرالحب لآخر مرة , فقد أدمنت الحب هاهنا على فراشكم , دعني أضع النجوم عن رأسي , وأقدمها لكم كما يفعل كل قائد مهزوم , دعني أرتطم راضيا بصخور الظلم الناتئة , وأتكسر ألف قطعة و قطعة .دعني أتلحف بحزني ولا تطلق علي رصاصك , أنا ميت يا صاحبي , فرفقا رفقا ,,, بالرفات . 
  
  
                                                                      حسن الحاجبي  
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |