يُقايضُونَ الوَرْطَةَ بالتّوْريطْ
   يَزْحَفُونَ للجَزْرِ مُمْتَدِّين
    يَسْحَبُهُمُ المَدّ مَجْزُورِين
   و هُمْ هَاريَة أجْرَافُ مَوَاقِعِهِم
     حولَ قِدَمٍ يُقْبِرُ شَطَطِيّتَهُم،
       مَنْ أثَارُوا السّلَطَ على التّسَلّط
   مَنْ رَمّلُوا عيون الأنُوثات
     على جسرٍ يفصِلُ الهويّة عن الوطن.
   و إنه الآن سَنَتَجَاسَرُ على غَبْنِنَا
    لنُعْلِنَ عُنْوَةً لاَعِنين
   أنّهُ لا غَفُورٌ و لا رَحِيمٌ
     و أن الروح المُعَلّقَة على مِشْجَبِ الموت
   مَنْ حَرّهَا في  دمها يَغْلِي
   مازالتْ لقَوَائِمِهَا صَفائِحُ النار
   و أن المشيَ المَكْدُوبُ أثَرُه
   يُضَلِّلُ مَعَالِمَ الخَطوَات
   و يُوهِمُ الشّكّ أنّ اليَقِينَ وشَايَة 
   و أن العَقْلَ الفِزْيَائِي
             نَوَايَا في نَوَاةِ الأفكار، 
     أيها التاريخُ لِحَافَ هذا القِدَمْ
     نَقِّبْ عن مُهْمَلِكَ في كل العُصُور
   و لا تَبُحْ للوَاشِيَةِ طِبَاعُهُم
      مُوشِكَة على تَقَيّءِ البُطْلاَن.
   فسَادَةُ المواسمِ المُؤَتِثَةِ للتّضْييع
   هَرِمَتْ قِبَابُ تَطَلّعَاتِهِم
   و سَتَهْوي على هامةِ المَوْعِدِ مُنْهَدّةً
   لتُفَكِّكَ مضَامينَ سنواتِ العَدَمْ
   و تُطْمِرَ مَرَدَةَ السّلَطَِ
   تحْتَ أنْقاظِ تَسَيّبِهِم.
   و إنه لجَاهِرينَ بالأسْبَاب
   و مُنْتَفِضِينَ على كلِّ الجَهَالاَتْ
     كفانا من مَدَلّةِ الخُنُوع
   كفانا من نَحْرِ الصمتِ العُرْفِي
   و كفانَا من التّأهّبِ للرحيلِ بالرحيل،
   فالوطن شَرْعِيَة التّوَاجُد
   و هَجْرُ الأرض لعنةُ المُنْتَبَدِينْ
   فحَيْتُمَا لا جُدُورَ لنَا
                              10/6/2005