[عمار رماش]

لسنـــــا في الهـــــوى ســــــواء !


صديق قال فـــــي حــــزن***ودمع العيــن سيــــلان
إذا مـــــا الشوق أضناني***وصبــري رام عصياني
وعقلي تاه فــــي كهــــف***مــن الهــــم فأبلانــــي
أنادي الحِب يا عمــــــري***لعل الهجـــر ينسانـــي
فيغدو في فمـــي صوتـــي***كماء غطـى نيرانـــــي
وأمحو بالرجــــــا نصــــا***يبيح الســـر ينعانـــــي
بأني في الهـــوى ضعــت***وأن القـــلب نصفــــان
فنصف قد جرى دمعــــــا***على ماضــيّ نادانـــــي
ونصف قد بكـــــى دمّــــا***على من غاب ، جافاني
فمن أنـــي بهـــم همـــت***وبي هامـــوا بـــلا ران
وساروا في الهوى مثلي***جعلت الرد هجرانــــي
فيا لي مـــن عـــــدو ودٍّ***أضعت الدرب ، عنواني
وصرت كالذي يســــري***وحيـــــدا مالـــه ثــــان
يخـــاف الذئب يخشــــاه***يهاب حـــيف أزمـــــان
فقلـــت يـــا أخــــــــا ودٍّ***ويا مـــن هز أشجانــي
ويا من ضاع في لــــجٍّ***من الأحزان ، ناجانـــي
فأنصت قصتــــي تروي***كلامـــا بث نيرانـــــــي
فإني قد مضى منــــــي***مــــــن الآلام عمـــران
فعمر فـــــي هوى إنس***وعمر في هوى ثــــان
هوى الأوطان في قلبي***هوى ما زال يغشانـي
فإني بيــن حسنيـــــــن**لنفس السحر وجهـــــان
فحبي الحب من أجـــل***جميليـــن يسرانـــــــي
وصبري لم يكــــن إلا***لــــرأي فيهمـــا ثــــان
ولو جارا ، ولــو مالا***فإن القلـــب ينهانـــــي
عن اللوم أو الهجـــر***عن الـــرد بنكـــــــران
فمهما ألقى من خطب***ومهما طال حرمانـــي
فلــــم أزل لـــذا الرأي***وفيا رغم احزانــــــي

عمــــا ر رمـــــاش

[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify]

أخي عمار اسمح لي أن أقدّم بعض الملاحظات .. فالنص لا يحيا إلا بالنقد وباب المناقشة مفتوح ولك ولبقية الإخوة أن تتدخلوا للإثراء وتلك هي غايتنا جميعا..
1 ـ قصيدة مموسقة عذبة ..والهزج أضفى عليها إيقاعا سلسا ممتعا.. كما أنّ فكرة الموضوع ذكية ، وطريقة التناول جاءت مرنة خادمة للمدلول والغاية..
2 ـ تقول في المطلع:
صديق قال فـــــي حــــزن***ودمع العيــن سيــــلان
والقصائد تُعرف بمطالعها ! وكان باستطاعتك التصريع مثلا ، أو تختار لفظا آخر أكثر رشاقة من (سيلان) !!!
وتقول في البيت الخامس:
5 ـ فيغدو في فمـــي صوتـــي***كماء غطـى نيرانـــــي
في هذا البيت صورة رائعة أضعف بريقها الفعل (غطّى)!
في البيت التاسع تقول:
9 ـ ونصف قد بكـــــى دمّــــا***على من غاب ، جافاني
الفصيح (دمًا) بغير تضعيف الميم والضرورة دفعتك إلى ذلك !
وتقول أيضا :

13 ـ وصرت كالذي يســــري***وحيـــــدا مالـــه ثــــان
19 ـ فعمر فـــــي هوى إنس***وعمر في هوى ثــــان
23 ـ وصبري لم يكــــن إلا***لــــرأي فيهمـــا ثــــان
في هذه الأبيات تكرّر لفظ (ثان) بنفس المعنى في أبيات متقاربة أي قبل 7 أبيات
وتقول في هذين البيتين:

17 ـ فأنصت قصتــــي تروي***كلامـــا بث نيرانـــــــي
18 ـ فإني قد مضى منــــــي***مــــــن الآلام عمـــران

فالأفضل لو ربطت البيتين بالباء بدل الفاء( بأنّي قد مضى مني...)

وفي هذا البيت تقول:
26 ـ فمهما ألقى من خطب***ومهما طال حرمانـــي
فالصواب جزم ـ ألقى ـ (ألقَ) بعد مهما على أنه فعل الشرط !

[/align]

[عمار رماش]

شكرا لك أخي الأستاذ محمد على الملاحظات القيمة ، ويسعدني مرورك دوما بعينك الناقدة والنافذة .
- بالنسبة للمطلع فقد استعملت سيلان ليتضح أن الدمع كان يسيل من العينين بغزارة ، فالدمع أضيف إلى العين وهي مفرد ثم جاءت كلمة سيلان .
- استعمال الفعل غطى جاء لأن التغطية تخفي الشيء والماء يفعل ذلك مع النار بإطفائها كما أن من معاني الفعل غطى : عمّ وشمل.
- بالنسبة لتثقيل دما كما قلت فهو للضرورة الشعرية لأن من الضرورات تثقيل المخفف كقول الشاعر:
أهان دمّك فرغا بعد عزته***يا عمرو بغيك إصرارا على الحسب
- بالنسبة لثان في البيت 23 فهي اسم فاعل من الفعل ثنى أي صد وصرف ، فذلك الرأي يصرف عن عدم الصبر.
وشكرا مرة أخرى