أَرْضَ  الْجَزَائِرِ  هَدِّمِي   الطُّغْيَانَ   إِي أُمَّاهُ  وَانْتَزِعِي  مِنَ الْبَاغِي الْخَلاَصْ
أَوْرَاسُ جَاهَرَ   لِلْعَدُوِّ   مُرَدِّدًا   ثَارَاتِهِ    الْغَضْبَى   وَ هَا   لاَتَ  الْمَنَاصْ
هُبُّوا  سِرَاعًا  يَا بَنِي  الأَحْرَارِ  لِلْجُلَّى  اعْتَلُوا  صَهَوَاتِهَا    نَطَقَ   الرَّصَاصْ
سَتُرَفْرِفُ الأَرْوَاحُ  أَشْرِعَةً عَلَى  الأَمْدَاءِ   يُزْجِيهَا   إِلَى   الْخُلْدِ   الْقَصَاصْ
****
فَاعْرُجْ  بِهَا   أَوْرَاسُ  صَوْبَ  الطُّهْرِ  عَاهَدْنَاكَ  هَا  دَمُنَا  الْمُهَيَّأُ  لِلْكِفَاحْ
عَزَفَ الشَّهِيدَ عَلَى بَيَاضِ  الثَّلْجِ   والأَنْخَابُ  نَرْشُفُهَا   عَلَى  وَتَرِ  الْجِرَاحْ
وَتَفَجَّرَتْ   أَلْحَانُنَا   الْعَذْرَاُء   مِنْ  قِطْرٍ تُدَوْزِنُهُ   الْعُيُونُ    عَلَى   الْبِطَاحْ
وَتَمَرَّدَتْ  أَوْتَارُنَا   تَهْدِي   الزُّنُودَ  السُّمْرَ   تُرْشِدُهَا    إِلَى  النَّصْرِ  الرِّيَاحْ
****
أُمِّي  الْجَزَائِرُ  لَمْ   تَزَلْ   أُمَّ  الْجِبَالِ   الرَّاسِيَاتِ  وَلَمْ   تَزَلْ   رَحِمَ   الْيَقِينْ
أُمِّي  اصْطَلَتْ  نَسَجَتْ   مِنَ  اللَّيْلِ  الْمُمَرَّدِ    بِالْعِجَافِ   مِنَ  السِّنِينْ
فِي  طُورِهَا  بُرْدَ  الْمَصِيرِ،  تَلَوَّنَتْ  أَعْطَافُهُ ،  يَدُهَا  عَلَى  غَضَبٍ  مَكِينْ
وَشَذَا  الْبَنَادِقِ   يَمْلأُ  الأَرْجَاءَ   يَجْمَعُنَا  هُنَا  الْفِرْدَوْسُ  وَاضْطَرَمَ   الْحَنِينْ
****
حَتَّى   الدُّمُوعُ   الْمُورِيَاتُ   تَأَهَّبَتْ   أَقْوَاسُهَا   تَرْمِي   وَتَسْتَبِقُ  السِّهَامْ
حَتَّى   الزَّغَارِيدُ   الْمُغِيرَاتُ   اسْتَوَتْ    أَصْدَاؤُهَا   تَمْتَدُّ   فِي  لَيْلِ  اللِّئَامْ
وَبَرَاعِمُ الْحُلْمِ  الْكَبِيرِ  الْعَادِيَاتُ   اخْضَرَّ    فِي  أَكْمَامِهَا   فَجْرُ  السَّلاَمْ
حَتَّى   الأَجِنَّةُ   فِي  الْبُطُونِ   الصَّافِنَاتِ  تَمَرَّدَتْ   وَتَخَلَّلَتْ سُدَفَ الظَّلاَمْ
****
حَلَّتْ  هُنَا   تَغْزُو   سَلاَسِلَ  خَوْفِنَا  فَتَحَطَّمَتْ  أُسْطُورَةُ  اللَّيْلِ   الْعَنِيدْ
وَتَجَمَّلَتْ   بِالصَّبْرِ   وَاشْتَدَّتْ  سَوَاعِدُهَا  وَهَا  أَوْرَاسُهَا  الْبَطَلُ   الشَّهِيدْ
مِنْ  كَهْفِ  ثَوْرَتِنَا  ارْتَقَى  النَّبْضَيْنِ  يُنْشِرُ  رُعْبَهُ  القَانِي وَيَبْسُطُ بِالوَصِيدْ
أَلَقَ  الْخُلُودِ ، عَلَى  الْمَدَى  وَيُشِعُّ  جَبَّارَ  الْجَنَاحِ  وَيَنْشُرُ  الفَلَقَ  السَّعِيدْ
****
أَوْرَاسُ  يَحْمِلُ  غُصْنَ  زَيْتُونِ  الْحَيَاةِ  احْمَرَّ  مِنْ  دَمِنَا   وَهَا  أَزِفَ  النُّشُورْ
فِي بُرْدِهِ  الثَّلْجِيِّ  يَزْرَعُ  حُلْمَهُ   الْمَبْثُوثَ  وَاجْتَنَحَ  الصُّرَاخَ  عَلَى  الْقُبُورْ
يَسْتَنْفِرُ  الأَمْوَاتَ  أَنْ  هُبُّوا  إِلَى  الأَسْمَى  إِلَى  الْمِعْرَاجِ  هَا  ابْتَدَأَ  الْعُبُورْ
اَلآنَ  تَغْتَسِلُ  الْقَدَاسَةُ    فِي مَعِينِ    الْحُبِّ   وَانْتَشَرَتْ   تَرَانِيمُ  السُّرُورْ
****
أَوْرَاسُ  يَا بُشْرَايَ   مِنْ  أَلَمِي  وَيَا أَمَلَ  الْمَخَاضِ  الْمُشْرَئِبِّ  إِلَى الْخُلُودْ
يَاذُرْوَةَ  التَّحْرِيرِ  يَا  طُوبَاكَ  فِي  وَطَنِي  دَمِي  الأَقْصَى  وَمَفْخَرَةَ   الْوُجُودْ
فَلْيَهْنَإِ  الإِنْسَانُ  هَا  أَنْتَ  الكَوَابِيسُ   الْمُقِضَّةُ  مَضْجَعَ   اللَّيْلِ  الْكَنُودْ
مِحْرَابُكَ الدَّهْرَيُّ  يَا  أَوْرَاسُ   مِعْرَاجُ  الشَّهَادَةِ   لَمْ   تَزَلْ   رَمْزَ   الصُّمُودْ