أُحِبُّ كَسْرَ الْوَقْتِ وَ الشُّعُورَ بِالْهَوَانْ
   أُحِبُّ حُزْنَ الْبَرْدِ كَيْ
     وَ الإِبْحَارَ فِي الزَّمَانِ وَ الْمَكَانْ
   قَدْ هَرَبَتْ كُلُّ الْعَصَافِيرِ وَ لَمْ
   يَبْقَ هُنَا سِوَى طُمُوحٍ لا يَرَى الأَمَانْ
           أَجْمَعُ أَضْواءَ الْقَنَادِيلِ لِكَيْ
   يَنْضُجَ لَيْمُونُ الْجَوَى 
     لَهَا بَرِيقُ الْلَيْلِ وَ الْكَمَانْ
   لَنْ يَعْرِفَ الصَّيْفُ انْسِكَابَ النَّارِ فِي الإِنْسَانْ
     لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَفِي
   لِأَنَّنِي كَشَفْتُ لِلْحُزْنِ 
   دَفَاتِراً لَهَا عُنْوَانْ
             عَاشِقَتِي زَوَابِعَ النِّسْيَانْ
   لا تَتْرُكِي مِعْطَفَكِ الأَثِيرَ كَيْ
             مَزَّقْتُ يَا صَدِيقَةَ الأَرْضِ 
   سَرَابَ طَائِرِ الْعُثْمَانْ
           أُشَكِّلُ الأَوْهَامَ بِالأَوْهَامْ
   وَ لا أَخَافُ مِنْ بَقَاءِ الْجُرْحِ فِي بُرْكَانْ !
           أُكَرِّرُ الصَّوْتَ الذِي
   أَصْدَرْتُهُ حِيْنَ مَضَى
           أَسِيرُ فِي دَرْبٍ مِنَ الشُّطْآنْ
               مَهْدِ الْجُنُونِ دَائِماً 
     أُوقِظَ فِي أَبْعَادِ أَوْجَاعِي
           نَعَمْ أَنَا أَعْبُدُ مَنْ
       لَهَا ضَجِيجُ النَّاسِ فِي مَيْدَانْ
     يُعْجِبُنِي مِنْ أَجْمَلِ الأَلْوَانْ
             يُشْعِرُنِي بِالدِّفْءِ وَ الرَّخَاءْ
   لَكِنَّنِي أُحِبُّ مَا أَرَاهُ فِي
   تَمَرُّدِ النُّجُومِ وَ الغُيُومِ وَ الصَّحْرَاءْ
           أُصَوِّرُ الطُّيُورَ حِيْنَ 
   تَقْذِفُ الأَحْلامَ بِالإِطْرَاءْ