[طلعت سقيرق]

[align=justify]
سأتحدث بشيء من المخالفة أو الخروج عن الخط الذي تعودناه عن الأدب والفن والإبداع والكتابة والرسم وما شئتم من صنوف تنتمي لما له علاقة بالذوق الرفيع .. وسأقول مباشرة، وهو رأي شخصي لا ألزم به أحداً، إنني رأيتُ بعد كل هذه السنوات أنّ المتعة تأتي أولاً وكل شيء يأتي بعدها، وما تحميلنا أو فلسفتنا أو دوراننا بفلك أشياء أخرى إلا نوع من التحسين واللف على الموضوع الأصلي، وقد رأيت أننا نكتب لنستمتع، نقرأ لنستمتع، نمثل ونرى لنستمتع، نرسم لنستمتع، نسعى إلى الخلود بالفن لنستمتع.. ولست أقول هنا إنني مع أصحاب " الفن للفن " فهذا خطأ، لأن الفن للاستمتاع وليس للفن، فالفن لا يكون لذاته لأنه يخرج عن معناه، إذ ماذا يستفيد الإنسان إذا كان الفن للفن؟؟.. ومن فكر جيدا بمعنى المتعة الحقيقية يشعر أنّ كل شيء في الحياة مجرد حالة من حالات الاستمتاع، ومن يخلط أو يفلسف الأمور أكثر مما يجب يتحدث عن كل شيء إلا عن غاية ودور ومسيرة الفن والأدب وحياة الإنسان، هل أنا محق بنظرتي هذه أم أنني أبالغ وأركب مركب الشطط ؟؟..
نقرأ قصة، نقف أمام لوحة، نقرأ قصيدة، نسمع أغنية ، نشاهد مسلسلاً، بماذا نشعر ولماذا نقبل أو نحجم عن المتابعة؟.. لنكن حقيقيين ولنقل بصراحة: درجة الاستمتاع هي التي تقربنا أو تبعدنا.. وكل الفلسفات التي تأخذ بالشرح والتفصيل والتوسع تقول كلها دون أن تعي بالاستمتاع .. وهنا إجابة عن أخطر سؤال منذ القديم " لماذا أقرأ " "لماذا أشاهد" "لماذا أتابع" والجواب الذي غفلنا عنه هو الاستمتاع.. والاستمتاع لعب، وخاصية إنسانية لا يستطيع التخلي عنها.. والاستمتاع بجذبه وشده وقدرته على أخذ المتفرج أو القارئ أو المتابع مفيد وموظف وقادر على البناء.. لماذا نحب القصة أكثر من الدرس، وكلاهما يقدمان مادة واحدة؟.. بدون نقاش لأن القصة تمتعنا.. فحاجتنا للاستمتاع هي الحاجة الأولية وبعدها يأتي أي شيء آخر.. لماذا نقبل الأمور الصعبة المغلفة بابتسامة أكثر من الأمور الصعبة المغلفة بالعبوس؟.. ببساطة لأن الابتسامة تمتعنا..فما الضير أن نعترف بأن الفن فن استمتاع أولاً، وما الضرر في أن نقدم ما نريد تقديمه من خلال صورة زاهية سارة قادرة على جذب الاهتمام؟.. هل هناك فرق كبير؟.. وهل الظن أنّ الجدّ هو الطريق الوحيد لتوصيل معلومة ما، صحيح؟.. علينا أن ندرس الفن والأدب والإبداع من جديد، وأن نبحث عن كنه الأشياء لا عن قشورها.. فالقشور لن تصل بنا إلى شيء، بينما الغوص في أعماق الأشياء هو الذي يوصلنا إلى حقيقة ما نريد .
الفن صورتنا .. الفن خلاصنا .. الفن وجهنا الذي ننظر إليه في المرآة والذي نبحث عنه في داخلنا .. الفن بسيط غاية البساطة ولا يحتاج إلى تعقيد.. ومن يحمل الفن الحمولة الكثيرة يخرجه عن مداره الحقيقي.. فكلما استمتعنا بالفن وصلنا إلى ما نريد، من الوطن إلى الحياة إلى إنسانية الإنسان.. ومن عقّد الفن عقّد الوطن والإنسانية وكل الصور المشتهاة.. لنكن مع الفن ببساطتنا وحبنا وإيماننا وانطلاقنا، وقبل كل شيء استمتاعنا.. فالفن استمتاع حقيقي بكل شيء، حتى بالحزن.. فالاستمتاع ليس وجهاً واحداً مصنوعاً من قناع، لكنه حياة مفتوحة على وسعها لا يمكن لها أن تتوقف ...
---------------------
نشرتفي صحيفة البعث الثلاثاء 1/2/2011
[/align]

[فاطمه شرف الدين]

لا تعليق لأنني أخاف أن يبعدني التعليق على نصك الممتع عن الإستمتاع سيدي الكريم حميل جدا

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
الغالية . أ . فاطمة شرف الدين
كل تحية وتقدير
أشكر لك حروفك المضيئة ..
للحروف رائحة العطاء ..
سلمت
طلعت سقيرق
[/align]

[حسن ابراهيم سمعون]

الأستاذ طلعت ,, الميزة , والفرادة, استمتاع ,, وهذا ماتحققه في طروحاتك اللافتة .
لعل الاستمتاع بالمفهوم العام , والليبيدوغير الفرويدي , والأنا وحب البقاء , هو ما يبرر
وجوب المتعة التي هي إس الحياة والبقاء ,, فلولا المتعة بالمعنى الإيجابي لانعدمت الحياة
فانشطار الخلية متعة ,وبالتكاثر والتناسل متعة ,, وبالطعام والشراب , والدفء وغيره
وهذه من المتعة الحسية , المرتبطة بحواسنا ,, وكلها ترتبط بعوامل البقاء ,,
أما ما أشرت إليه أخي الكريم فأنا أوافقك الرأي ودعني أسمها متعة معنوية , أو روحية , أو نفسية
فالعبادة متعة , وحب الوطن متعة , وسماع الموسيقى متعة ,, طبعًا ولكل حقه بانتقاء مايمتعه من الفنون
والآداب , فعليه يكون الابداع متعة , فالرسام عندما يرسم يستمتع , والمشاهد يستمتع , والعازف يستمتع
والسامع يستمتع ,, والشاعر ,والممثل وووولن أبالغ إن قلت بأن الطبيعة تستمتع , والنرجس لولا استمتاعه
لضن بعطره ......شكرًا أستاذ طلعت ,, وسبق أن قرأت المقال بالبعث ..
حسن

[علي الحريرات]

أستاذي الفاضل طلعت سقيرق

طرح يستحق ألقرأه الف مره فهو بحد ذاته متعه وقلم ينحني له ألاعجاب نفسه

دمت بالف خير

[أ . د رمضان الحضرى]

الأستاذ الباحث طلعت المكرم...حفظكم الله...قرأت موضوعك بمودة المحب لموضوعاتك....وبقلب المستجيب لاسهاماتك...وبعقل المقدر لأطروحاتك...وسفيرك فى الكتابة امير...فانت تمتلك محيطا من امواج المفردات...وحقولا من كروم الاقناع...أسلوبك مثلك رائق...وسرعتك فى ملاحقة الألفاظ تجعل القارىء لا يستطيع اخذ نفسه....بيد اننى لابد ان اتحاور معك..من باب المودة فى الله...وعلى مفارق حب الأدب والنقد نجتمع..وفى البدء ... لولا ان الموضوع المطروح منك يستحق المداخلة لاهميته من الناحيتين...ما تداخلت...فأنت كاتب مهم عندى..هذه ناحية...وما تناولته مهم عندى وعند غيرى...وهذه ناحية اخرى..وسامحنى فانا مثلك ..يريحنى قلق العقل...والسير فى بحر الشطط الفكرى..فى الأدب فقط ...وأنا شاقنى موضوعك...فلتدعنى اشم تلك الوردة على طريقتى الخاصة بى...أولا : العنوان..متعة الابداع وانت تحدثت عن متعة التلقى.....فلايخفى على مثلك ولسادتك باع فى النقد....وقد شرفت باننى تعلمت على يد اساتذة العراق فى النقد الحديث.. ومنهم قامات لاتطاول..فالمتعة لحظة الابداع شىء والمتعة لحظة التلقى أخرى....ثانيا قبل أى شىء أخر...مالمقصود بالشىء الاخر...؟؟ كان يكفيك ان تعنون بمتعة التلقى فقط...أو متعة القراءة..أو متعة التواصل....او التناول او الاستقبال اسماء كثيرة وعديدة...ثانيا : ان مقالك الرائع فى النقد الادبى هذا.. هل يمكننا ان نضعه فى نقد الادب؟؟... أنا لا أعرف...أنت تحدثت عن علم النفس الأدبى....والموضوع ينتمى الى علم النفس أكثر من انتمائه للنقد الأدبى ...وهذا يخرجنا عن ادبية النص....وهناك من يستمتع بالمباريات الكروية او المصارعة أو الطعام أو غيرها..... ولو توقف الموضوع على أن الأدب يجلب لنا المتعة فقط ... لأصبح الأدب خاليا من مفهومه الاساسى...وهو رصد عجلة سير المجتمع....ولو كانت المتعة فى الأدب فقط ... لحرم كل من لايقرأ الأدب من المتع الأخرى....ان المتعة فى الادب تنتج غالبا... من حصولك على تجارب غيرك دون المرور بعاناتهم... وقد تناول أرنست فيشر هذا الموضوع فى كتابه ضرورة الادب منذ عقود...واقترب رأيك من رأى مصرى حنورة .. وشاكر عبد الحميد.. فى تناولهم للمتعة التى تنتج من تناول النص الأدبى... وقد تناول الموضوع ايضا ....الدكتور عز الدين اسماعيل فى كتابه التفسير النفسى للأدب..كما تناوله الدكتور شكرى عياد.... فى دراسة هامة نشرت بمجلة الأقلام العراقية....عام 1986 تقريبا..على ماتسعفنى به الذاكرة ....ورغم طرافة التناول من جهتك...وأنت تمتلك اسلوبا مثيرا جدا ورائقا....الا أنك لم تضع التقنينات التى تمكننا من قياس المتعة... فليس هناك مسبار لكى أقول ان هذا النص يتميز عن غيره فى المتعة ..للأسباب الاتية...والله ان اطروحاتك هامة وجادة...ولولا تميزها ما شاركتك فيها...تحياتى لشخصك النبيل والكريم...وبالحوار مع بعضنا نصل ببلادنا الى بر العلم الاامن ..د. رمضان الحضرى..