| 
	
		
		
			
			 
				
				طيف
			 
			 
			
		
		
		:_ من ؟! 
وفركت عيني مستغربا . 
كان الليل قد انتصف منذ فترة , وأنا آويت إلى مهجعي متعبا . 
:_ أنا .. ألم تعرفني بعد ؟! 
وحاولت النهوض من فراشي ، فامتدت اليد الحانية مشيرة ألا أتحرك . 
:_ أووه .. أهذا أنت ؟! 
:_ نعم ، أنا ! أهكذا يأخذك النوم مني ؟! 
وابتسمت . كنت متعبا تماما .. وكان الملل ودوار الأفكار ، والسهر مع النجوم الشاردة ، وحديث النفس والذكريات ، قد أخذ 
مني كل مأخذ . 
كنت غائبا عن نفسي . 
ووقتها ، عاتبتني النجوم والقمر الآفل وزورق الأحلام . 
:_ أنا متعب وحزين ! 
:_ وأنا قطعت المسافات لأصل إليك ! ناديت النسم ليحملني . واستجديت الليل يعيرني ثوبه فأخفى عن العيون . وسرقت من 
السماء أنجما أصوغها قلبا يسكن جنبيك.. ثم ببساطة تقول أنا متعب ؟!   
:_ لكنني .. أقصد أنني .. 
وتلعثمت الكلمات ، واختنقت كل العبارات . 
فرفعت يدي بيأس ! فهل كنت أطلب الرحمة ؟! 
:_ أتعرف أنني الآن حزينة ؟! 
:_ .. .. .. .. 
:_ جئت لأقول لك إنني أريدك . 
:_ .. .. .. . 
:_ وأحبك . 
:_ .. .. .. .. 
:_ وأنت لي . 
وبكى الطيف واختفى . 
كنت صامتا . وظللت فترة ذاهلا تماما .. 
ثم انتبهت إلى أنني هنا وحيد ، في مكان ناء ، بعيد عن الوجوه التي أحبها ,وأريدها . 
فناديت الطيف ثانية . قلت له أن يعود . 
وصرخت بملء صوتي . 
لكنني كنت أصرخ وأبكي في داخلي ! 
وكان الليل طويلا ، والنجم لم ينم بعد . 
3 / 5 / 1984م 
 
 
 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |