| 
	
		
		
			
			 
				
				صَدفة يأس
			 
			 
			
		
		
		 
 
صَدفة يأس  
 
 
تغرب الشمس وتستلّ معها آخر شعلة دفء من قلبي ، و لو أنها استلت قلبي كله لكان أقل إيلاماً . فزمهرير قلبي يقتلني كما يقتل المنتقم أحدهم و يتلذذ بتشويهه ، و يمزقني أشلاء تصرخ صراخ أم فقدت وليدها إلى الأبد . 
 
ذلك الزمهرير الذي بتُّ له ملجأ لا يداريني إلا بمزيد من قسوة الثلوج التي يراكمها في صدري ، فيحيلني أغصان شجرة تين فارقتها أوراقها فاستقبلت – وحيدة - شتاءً عاصفاً لم يرحم براءتها . 
 
 كسر بعض أغصانها الغضّة بعنف ، و أحاطها بالرياح القاسية ، حتى ظنت أنها وحيدة في رحم هذا الشتاء.  
 
لكن الربيع باغتها في عزلتها فأورقت واخضرّ عودها و قبّلها باعتذاراته لتأخرّه ، ونسيَ أن يفعل معي ذات الشيء فتركني أغوص إلى أعماق بحر الكآبة لتلتقمني إحدى أصداف اليأس . 
 
أتقوقع في تلك الصدفة و تزجّني أفكاري في سجون الوهم ، و رغم ذلك فلا أزال موقنةً أن الربيع سيأتي وإن طال غيابه ! 
 
 
فاطمة البشر 
 
  
 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |