| 
	
		
		
			
			 
				
				شَكــــوى وَ رَجـــــاء
			 
			 
			
		
		
		(القصيدة في مائة وواحدٍ وثمانينَ بيتٍ) 
شَكوَى وَرَجَاء 
  
سَالَتْ علَى الخَدِّ مَدامِعُهُ = لَمَّا رَأي خِلَّا بمُضَّطرِمِ 
لَمْ يستَطِعْ دَرْءَ الرَّدَى فَبَكَى = والقَهْرُ أَدمَى القَلبَ بالنَّدَمِ 
فَالقَيدُ في سَاقٍ وَفِي عُنُقٍ = والبِشْرُ يَعلُو وَجْهَ مُنْتَقِمِ 
لَو فِي الكَرَى نَامَتْ هَوَاجِسُهُ = زَمْزَمَةُ الأَشجَانِ لَمْ تَنَمِ 
فنَظرَةٌ بالصَّمتِ وَاجِفَةٌ = وَلَحظَةُ الوَدَاعِ كَالوَهَمِ 
صَاحَتْ مِنَ الهَولِ مَوَاجِعُهُ = وَذكْرَياتُ القُربِ كالحُلُمِ 
بِالأَمسِ كَانَ الخِلُّ مُبْتَهِجًا = بِأيكَةِ الأَطيَارِ كَالرَّخَمِ 
يَرنُو بِآمَالٍ إلَى قِمَمٍ = وَالدَّوحُ بَينَ الحُبِّ وَالنَّغَمِ 
مَنْ ذَا الذِي أَفنَى مَبَاهِجَهُ = مِنَ الفَضَا للأَرضِ بِالضَّرَمِ 
فَرَجفَةُ الذَّمَاءِ فِي وَهَنٍ = والغَدرُ قَد أَدَلَّ بِالأَلَمِ 
يَشُدُو الرَّدَى وَالذُّلَّ عَاقِبةً = ثُمَّ يَرَى الذِّلَّ كَمُنقَصِمِ 
يَا عَينُ إبكِي أَدمُعًا وَدَمًا = فَالأَمنُ وَلَّى صَارَ كالعَدَمِ 
أَينَ المَفرُّ اليَومُ مِنْ عَبَثٍ = سَرَى فَأشقَى الكَونَ بالدُّهُمِ 
وَالرُّوْحُ منْ شَرٍّ مُسَهَّدَةٌ = بِصَرخةِ الأَوجَاعِ وَالغَمَمِ 
وَالمَرءُ بِالأَهوَالِ مُرَتَهنٌ = إنْ لمْ يَمُتْ فَالعَيشُ كَاليُتُمِ 
إِلَامَ تَصْبُو يَا هُدَى أَمَلٍ = وَالكَونُ يَصلَى جِذوَةَ الحِمَمِ 
تَأسُو عَلَى طَيرٍ هَوَى كمَدًا = أَمْ أَنتَ تَخشَى صَولَةَ اللَّمَمِ 
هلْ نحْنُ أسقينَا الوُجُودَ دَمًا = أمْ غَضبَةُ الْأَقدارِ بالنِّقَمِ 
إِذَا الرَّدى شَابَتْ نَوَائِبُهُ = طَالَ الدُّنا بالقَهرِ والحَدَمِ 
نَامَتْ عُيونُ الزَّهرِ نائِحةً = أَغصَانُهَا بالوَجدِ والسَّدَمِ 
أَحزَانُها طَالتْ مَدَى قُنَنًا= غَدرٌ جَرَى وَالظُلمُ كَالظُّلَمِ 
زَرْعٌ سَقَاهُ الحُزْنُ في وَطَنٍ = صَرخٌ غَشَى رُوحًا بِمُنْفَحِمِ 
فَاضَتْ دُمُوعُ الغَوثِ هادِرَةً = تَروِي شِعَابَ الأَرْضِ كالدِّيَمِ 
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَارِدَةً = أَينَ الحِمَى وَالكَونُ فِي هَدَمِ 
فَالحِقدُ أَعيَا مُهجَةً وَسَرَى = وَارْتَحَلَ السَّلامُ لِلعَدَمِ 
تَدَهْدَهَ العَدلُ لهِاويةٍ = بِهدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ 
لَمَّا اسْتقَى الحُلمُ الرَّضيعُ دَمًا = شَكَا الوجُودُ حِدَّةَ الجُرُمِ 
صَاحَتْ نُجُومُ الكَونِ مِنْ هَلَعٍ = عُدْ يَا سَليلَ المَاءِ والأَدَمِ 
إلى نُهُوجِ الحَقِّ منْ أَزَلٍ = فَقَد أفَاقَ الشَّرُ بِالنِّقَمِ 
وَابكِ الوَفَا يَا قلبُ مِنْ عَتَبٍ= وَانْعِ زَمَانَ الحُبُّ واللُّحُمِ 
يَا مَنْ تقولُ : الدَّهرُ أَسكَرَنَا = جُحْدًا وَصَارَ العَيشُ فِي وَخَمِ 
دَعْ كلَّ أحدَاثٍ لخالِقهَا = وَامْشِ إلى الخَيراتِ بِالهِمَمِ 
وَاشدُدْ علَى النَّفسِ إذَا جنَحَتْ = عَن رَبوةِ العَدلِ إلى العَدَمِ 
إذَا النُّفُوسُ بِالأَسَى غُلِبَتْ= فَالصَّبرُ يبقَ وارِفَ النِّعَمِ 
والنَّفسُ مِرآةٌ لصَاحِبِهَا = وَالقَلبُ تَابعٌ كَمُنْفَطِمِ 
وَالرُّوحُ سِرٌ عِندَ بِارِئِها =وَالعَقلُ تَاجُ الرَأسِ والفَهَمِ 
فانْصُرْ بِهِ حقًّا وَمظلَمَةً = فَالحَقُّ أمرُ (الرَّبِّ) وَالشِّيَمِ 
لَا تَسألنَّ المَرءَ نِعمَتَهُ = وَلَا تُمَنِّي النَّفسَ بالوَهَمِ 
لِتَملَأنَ الأَرضَ مِنْ أمَلٍ = يَغُرُّكَ اللَّهوُ معَ النَّغَمِ 
تَعدُو إلَى الدُنيَا لتملُكَهَا =والغيبُ يَخطُو بِكَ للرَّجَمِ 
تَجرِي عَلى سَاقٍ على قَدَمٍ = أَو تعتَلي الأَرجَاءَ كالعَلَمِ 
لَنْ تبْلُغَ المُراد أو قِمَمًا = إلَّا بِقَدْرٍ جَاءَ منِ قِسَمِ 
كمْ جنَّةٍ كَانَتْ بِمُزدَهِرِ = أَضحَتْ علَى ذِكرَى وَمنفَحِمِ 
ففتنةُ الدُّنيَا إذا ضَحِكَتْ = وإنْ غدَتْ بالقُربِ ، لَمْ تُسَمِ 
عَهدًا وَلَمْ تؤْتِ سِوَى عَطَبٍ = لَا فَرقَ بين الطِّفلِ والهَرِمِ 
وَما يلُومُ الغَدرُ نَازلَةً = أو ينتَهي عنْ صَولةِ الجُرُمِ 
فكُنْ رَفيقَ العَزْمِ مصْطَبرًا = لَا تَرْجُ قَلبًا سِيمَ بِالصَّمَمِ 
فَمَا أعَانَ الدَّمعُ صَاحِبَهُ = وَلَا تَسَاوَى الحُوتُ بالبَلَمِ 
ومَا بكََى لَيثٌ فَرِيسَتَهُ = أَو أَسِفَتْ رِيحٌ علَى ضَرَمِ 
لَو أنتَ ذُو جَاهٍ وَمَقدِرَةٍ = فكُنْ حَليِفَ العَدلِ بالْحَزَمِ 
وَكُنْ جِوُارَ القَومِ في مِحَنٍ = وَانْهَرْ دعَاوَى النَّفسِ بِالكَرَمِ 
فَمَعدَنُ الرَّجُلِ شَمَائِلهُ= والصَّمتُ فيْهِ الخَيرُ عَنْ كَلِم 
وَالنَّاسُ تَخشَى الأُسدَ صامِتَةَ = ويَنبحُ الكَلبُ بِلا غَنَمِ 
وَاحْرِصْ علَى الكِتمَانِ إنْ حَصَدَتْ = أفعَالُكَ الآمَالَ بالنِّعَمِ 
فالمَرءُ لَا يدْري بِصَاحِبِهِ = عَيْنًا تُصِيبُ الصَخْرَ بالقَصَمِ 
وَلَا تُجَادِلْ دُونَ معرفةٍ = أَو تَدَّعي عِلمًا بِلَا قَلَمِ 
فَالعِلمُ تَاجُ المَرءِ يَحْمِلُهُ = وَاسْعَ لَهُ فِي المَهدِ والهَرِمِ 
وَاجْلِبْ عِظَاتِ الكَونِ شَاهدةً = علَى مَصيرِ الإِنسِ وَالأُمَمِ 
فرِحلَةُ الأزمانِ قدْ حَصَدَتْ = دَهرًا طَوَى دَهرًا إلَى العَدَمِ 
للهِ مَا يَراهُ منْ سَبَبٍ = والْأَمرُ لَا يخلُو مِنَ الحِكَمِ 
إِذا نَسِيتَ الحقَّ تطلُبُهُ = فَقَد هَوىَ الحقُّ وَلَم يَلُمِ 
فَكُنْ سدَيدَ الرَّأي مُعتدِلاً = وَكُنْ نَديمَ الحَقِّ والنُّهَمِ 
حِينَ الوَغَى يَصُولُ مُقتَدِرًا = أَو مِثلَ لَيثٍ هَمَّ بالبَهَمِ 
لَا تدْعُ غَيرَ( اللهِ) مُؤتمِلاً = (رَبِّ )الوَرَى وَالخَلقِ كُلِّهمِ 
فَمَا يُجيرُ العَبدَ منْ مِحَنٍ = إلَّا هُو الرَّحمَنُ ذُو الكَرَمِ 
لَا تَعْتقدْ نَيلَ المُنى بيِدٍ = لكنِّهَا بالكَّدِ والحِلَّمِ 
هَادِنْ صُرُوفَ الدَّهرِ مُصْطَبرًا = وكُنْ مَعَ النَّاسِ بِلَا سَأَمِ 
بِلَا نفَاقٍ يشتَرِي ذِممًا = إنَّ المُنافِقينَ في حِمَمِ 
إِنْ قَدَّرَ اللهُ البَلَاءَ فَلَا= تَجزَعْ ، سَيمحُوْ الضُّرَّ بالنِّعَمِ 
وَلَا تَنمْ والصَّدرُ في كُرَبٍ = وَافزَعْ إلَى الأيَّامِ بِالهِمَمِ 
فَمَا أجَابَ الحُزْنُ رَاهِبَهُ = وَلَا أعَادَ الأَمسَ مِنْ غَسَمِ 
لَا تَحسَبَنَ الخَيرَ فِي كَنَزٍ = أنعِمْ عَطَا اللهِ إلَى اليُتُمِ 
خُذْ عِبرةً مِمَّا جَرى وخَلا = بِالكونِ ، واتبَعْ رَغبةَ العَمَمِ 
وَاجْنحْ إلَى الحُبِّ وَفِطرَتِهِ = تَصُنْ بهِ الدُّروبَ منْ هَدَمِ 
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي موَاجِعِهَا = لَمْ تَلقَ غَيرَ النُّوحِ والنَّدَمِ 
كَمْ مِنْ نُفُوسٍ في مبَاهِجِهَا = لَمْ تَدرِ عَنْ دَمعٍ وَعنْ ألَمِ 
كُلٌ بنَهجٍ يَلتَقي قَدَرًا = بَينَ النَّوى أَو بَهجةِ النِّعَمِ 
وَالكَونُ يَمضِي حَامِلاً عَجَبًا = بينَ الرِّضَا أَو سَيفِ منْتَقِمِ 
قَدْ يَشتَفِي جُرحًا وَنَازِلةً = أَو يَبتَلي أَفرَاحَ بِالهَزَمِ 
وَمَن أتَى الوغَى بِلَا وَتَرٍ = إذَا هَوَى ، بِالسَّهمِ لم يَرَمِ 
هَلْ يَملكُ الزِمامَ مُرتجفٌ = أوتُشرقُ الشُّمُوسُ في الغَسَمِ 
أَيَحفظٌ الذِمامَ مُرتَهنٌ = وَهَل تسَاوى العَدلُ بالدُّهُمِ 
إِذَا الدُّنَا حَلَّتْ غَوائلُهَا = أَلقَتْ بجَارِ العِزِّ منْ أُطَُمِ 
وَمَا اسْتدَامَ المُلكُ في زَمَنٍ = أو خُلِّدَ امْرءٌ علَى الأَدَمِ 
فالعُمرُ مَهمَا سَامَ راغِبَهُ = بالخُلدِ جَاءَ المَوتُ بالحَتَمِ 
وَالرُّوحُ إذْ تهوي حشَاشَتُهَا = وَالقَومُ في شَجْوٍ وفي وَجَمِ 
لَا يستَطيعُ الإِنسُ مُجْتَمِعًا= رَجْعًا لهَا بالمَالِ والحَشَمِ 
بِالجاهِ والأَنسَابِ إنْ عظُمَتْ = أَو دَعوةٍ باللِّينِ والكَلِمِ 
فسِّرُها بِأَمرِ خالِقهَا = (رَبِّ) الوُجودِ (الحَقِّ) و(الحَكَمِ) 
قَد أنزَلَ الأَديانَ قَاطبةً = وأنبيَاءَ الهَدْي في الأُمَمِ 
لِينْذروا الأَنَامَ مَوعِدَهمْ = يومَ اللِّقاءِ العَدلِ والحَسَمِ 
فَاهْرَعْ إلى( اللهِ) تَجدْ أمَلاً = في العتْقِ منْ نَارٍ ومنْ نَدَمِ 
وَاتْبعْ دُروبِ( الرَّبِ) مُهتَدِيًا = تَحْصِدْ جَمالَ الرُّوحِ والعِصَمِ 
فِي شِرعةٍ بِالحقِّ قَد سطَعَتْ = فِي كلِّ نَهجٍ صَوبَ مُغْتَنِمِ 
وَالجَأْ إلَى (المَولَى) وَفِطرتِهِ = حَيثُ الهُدى كَالنُّور فِي العَتَمِ 
فمَنْ يقي العبدَ نوائبهُ = وَمنْ يقيِهِ اليَمَّ في الظُلَمِ 
حَتَّى إذَا حلَّتْ به نُّوبٌ = واسْتيقنَ الرَّدَى بِمُلتَطِمِ 
فَقَد غَدَا النوُّاح ُ مِنْ عَلَزٍ = ثمُّ دَعَاكَ الغَوثَ من غَمَمِ 
يَا (ربَّنا) أَنتَ لنَا أَمَلٌ = يَا مَنْ تُغيثُ النَّاسَ من لَمَمِ 
أَنقِذْ عبَادًا مِنْ مهَالِكِهَا = وَانشُرْ عَليهَا الأَمنَ بالتَّمِمِ 
لكِنْ هُوَ الإنسانُ وَشِيمتُهُ = ينسَى دُرُوبَ الهَمِّ والوَخِمِ 
فكُلَّمَا أنْجَاهُ بَارِئهُ = كَأنَّمَا لمَ يَدعُ مِنْ أَلَمِ 
(وَاللهُ) (قادِرٌ) و(َمُقتدِرٌ) = وَواسعُ الرَّحمَاتِ والنِّعَمِ 
و(َاللهُ) ذُو عَفوٍ، خَزائنُهُ = تَفِيضُ بِالغُفرانِ وَالكَرَمِ 
نُورٌ علَى نُورٍ سَرَى فَهَدَى = وَمَلجأُ العِبادِ كُلِّهِمِ 
وَالمُلكُ يُؤتيِهِ وَيمنَعُهُ = كمَا يشَاءُ مِنْ سَنَا (الحِكَم) 
بِقُدرةٍ تُحِيط ُرَحمَتُهَا = مَنْ عَادَ يَدعُو (الرَّبَّ) بالنَّدَمِ 
وَيَا (رَسٌولاً) جَاءَ مؤْتَمَنًا= بِسُنَّةٍ في الكَونِ بالرُّحَمِ 
حِينَ اصْطَفاكَ اللهُ مِنْ أَزَلٍ = وَالكونُ في شَوقٍ لمُختَتَمِ 
لِأجلِكَ الأَكوَانُ قَد خُلِقَتْ = حِينَ جَلَاها (اللهُ) منْ عَدَمِ 
فَجَلَّلَ النُّورُ علَى سَحَرٍ = ثُمَّ زَهَا لِفَرحَةَ القُدُمِ 
لمَّا الظَّباءُ كَالمَوَائسِ قدْ = غَدَونَ بِينَ الأُسدِ وَالأَجَمِ 
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَادِيةً =هَذَا بَشيِرُ الأَمنِ وَالسَّلَمِ 
سَرَتْ جَوَائبُ الهُدى فَجَلا = نسِيمُهَا شكْوَى بِذِي سَقَمِ 
كَالصُّبحِ يَمحُو كُلَّ خَافيةٍ = كاَلفَرْحِ عَمَّ النَّاسَ بِالبَسَمِ 
وَأينَعَ الزَّهرُ علَى فَنَنٍ = وَخُضِّبَ الأَصيلُ بالعَنَمِ 
ثُمَّ تأَرَّجَتْ خَمَائلُهَا = تَضوَّعتْ بِالحقِّ والكَرَمِ 
تَصبُو إليكَ العَينُ شَاخِصَةً = وَلمْ تَحِدْ عنْكَ وَلمْ تَنَمِ 
تَشدُو اللُّغَى بِالوَعدِ صَادحةً = بَشَائرَ (الحَبيبِ) بِالنِّعَمِ 
أخبَرَ (عِيسَى) عَنْ جَمَائلِهُ = (أَحمَدُ) ذُو البُشراءَ وَالرَّحَمِ 
ثمَّ الأَقسَّةِ التِي عَلِمَتْ= سَنَا نَبي العَدلِ وَالأُمَمِ 
(مُوسَى) كَلِيمُ (الرَّبِّ) رُتبتُهُ = حَازَ رَفيعَ الشَّأوِ وَالعِظَمِ 
لَازَارُ أحيَاهُ (اليَسوُعُ) وَلمْ = يَكنْ سِوَى بِأمرِ ذِي (الحُكُمِ) 
(مُحَمدٌ) جَابَ السَّما وَغَدا = بِقُربِ عَرشِ( اللهِ) منْ عِصَمِ 
وَيَا (رَسولَ) النَّاسِ قَاطِبةً = مَا زِلتَ تُحيِي الكَونَ بالكَلِمِ 
قُرآنُ (رَبِّ العالمينَ) هَدَى = سُقفَ الدُّنا وَالأَرضِ وَالأُمَمِ 
مِنْ عِندِ بَابِ اللهِ شَافِعَةً = جِئتَ صَلاةَ العتْقِ وَالغَنِمِ 
وَشِرعةً كَالنُّورِ هَادَيةً = وَقُدوةً للنَّاسِ بِالقِيَمِ 
دَانَتْ لكَ الأَرجَاءُ صَادِحةً = بِالحَقِّ وَالإيمَان وَالسَّلَمِ 
تَجثُو لكَ الأجْبَالُ طائِعَةً = حتَّى تَهَدَّلتْ إلى القَدَمِ 
وَإنْ سَمَائمُ الفَلا عَصَفَتْ = وَكُنتَ رَاكبًا ، فَلمْ تَدُم 
غَيرَ ثَوانٍ فَيَقِلُّ بِهَا = طَلٌ فصَارتْ بهِ كالعَدَمِ 
وَدَولةُ الإِسَلامِ قُمتَ بهَا = دِينًا وَعِلمًا رُغمَ مُحتَدِمِ 
عَانقَ سِحرُ النُّورِ مولدَهَا = غشَى الوَرَى بِصَحوةِ القَلَمِ 
(جِبريلُ) يتلُو وَالدُّنا عَرِفَتْ = دِينَ الهُدى بِالفِعلِ والكَلِمِ 
جَاوَزتَ أَعبَاءً وَنَائِبةً = صَابَرتَ حتَّى جِئتَ بِالحُرَمِ 
رِسالةِ الحقِّ وَقِبلتِها = عَمَّتْ رُبُوعَ الكَونِ بِالنِّعَمِ 
بَينَ عُيُونِ الخَلقِ قَد سَطَعَتْ = بَينَ دُرُوبِ الهَدي كالعَلَمِ 
بِمَكَّةَ الإِسلامُ في رَغَدٍ= وَاستُيقنَ الإِيمانُ بِالفَهَمِ 
فَدَعوةٌ فيهَا المنَى هَرَعَتْ= شوقًا تلبِّي الوَعدَ بِالعَزَمِ 
وَكِلمةٌ نَاخَ لهَا جَبَلٌ = نَمضِي بِهَا وَالمَجدُ لِلقِمَمِ 
وَرَحمَةٌ سَادَتْ فَضائِلُهَا = تَروِي شِعَابَ الأَرضِ كَالدِّيم 
شَفَاعةٌ بالعَفُو تَحمِلُهَا = للمُؤمنينَ رَأفةً بِهِمِ 
فلَمْ ينَلْ سِواكَ نعْمَتَها= فَأنتَ أَهلُ الحَقِّ والعِصَمِ 
ملَأَتَ أَرجاءَ الدُّنا أمَلاً = كاَلفجرِ يَهدي الصُّبحَ للنَّسَمِ 
وَكُنتَ إنْ أبْصَرتَ شَاكِيةً =صِرتَ لهَا الشِّفاءَ مِنْ سَقَمِ 
حينَ التقَى العَدلُ برايتِهِ = جَلا زمانَ البُغضِ والوَصَمِ 
كُلُّ نَبيٍّ جَاءِ أُمَتَهُ = وَأنتَ لِلأكوانِ وَالأُمَمِ 
أَنتَ رَجاءٌ وَهُدى وَتُقى = مِنْ نعْمَةِ (المَولى) وَبِالكَرَمِ 
و(اللهُ) يهدي النَّفسَ منْ زَلَلٍ = وَيِمحِقُ الذُّنوبَ كالعَدَمِ 
هُوَ (الودودُ )و(الحقُّ) ، رَحمتُهُ = فاقَتْ حُدُودَ الوَصفِ والكَلِمِ 
حينَ دنَا سِرُّ المَنُونِ سَرَى = حُزنٌ غَشَى الأَكوَانَ كاَلغَسَمِ 
ويَا حَبيبَ اللهِ قَد نَضَبتْ = كُلُّ عُيُونِ الأَرضِ مِنْ سَدَمِ 
بَاكٍ بَكَى بلَوعةٍ وَجثَا =يَحسُو شُجُونَ النَّفسِ وَالألَمِ 
نَاعٍ نَعَى (محمَّدًا) أمَدًا = والقَومُ بينَ الشَّكِ والنَّدَمِ 
يَا فرحَةََ الرُّوحِ ببَارئِها = إلَى رِحَابِ الحقِّ وَالعِظَمِ 
إلى جِوَارِ الرَّبِ حيثُ تَرَى = بابَ الرِّضَا والحوضِ والعِصَمِ 
يَاربُّ نشكُو نقمةً وَصَمَتْ = نَهجَ الوَرَى بِالإثْمِ والهَدَمِ 
شكْوَى الثَّكَالى وَالأيَّامَى غَدتْ = تُدمِي عُيُونَ الطَّيرِ والبَهَمِ 
يَلقَى النَّدَى الأَزهَارَ بَاكيةً = والغُصنَ يِنعِي الغُصنَ مِنْ سَقَمِ 
فالشَّرُ مَاضٍ في قوَادِحِهِ = والدَّمعُ يروي البيدَ كالدِّيَمِ 
صَار الرَّجا يزجِي العِدا نِقَمًا = والعيشُ كَالحُلْمِ وكالوَهَمِ 
وَتسألُ الأَحزانُ نائِحةً = منْ يكتَوي الأَرجَاءَ كالحِمَمِ ؟! 
منْ يرتَضي الأَهوالَ ثَائِرةً ؟! = صَاحتْ لُحُودُ الشَيخِ والفُطُمِ 
بَاتتْ عُرُوقُ الحُبِّ خَاويةً = شَابَتْ دُرُوبُ الأَمنِ والسَّلَمِ 
يَا أيُّها الإِنسانُ إحَتجَبَتْ = شَكوىَ الوَرى مِنْ ثَورةِ الدُّهُمِ 
مَاذا جَنَيتَ غيرَ مُنفَحَمٍ = لمَّا هَوى دَرْبُ العَدلِ واللُّحَمِ 
يَومُ النَّدا تَصحُو الدُّنا فَزَعًا = والأَرضُ وَالأَجدَاثُ في صَدَعِ 
وَتَهرَعُ الأَجسَادُ وَاجِفَةَ = خَاشِعةَ الأبصَارِ في وَجَمِ 
والرُّوحُ بالأَهوالِ هائِمَةٌ = لَولا معَاصِي الأمسِ لَمْ تَهِمِ 
كِتابُها بِالعَدلِ شاهِدُها = هَذا دَليلُ العُمرِ بِالقَلَمِ 
إِذَا اسْتقَامَ القَلبُ مُهتديًا = مَا حفَّهَا الحَدُّ وَلمْ تَجِمِ 
كَأنَّها والمُوتُ في هَلَعٍ = تخشَى سُؤَالَ اللَّحْدِ (والحُكُمِ) 
كَيفَ انْقَضَى ثُمَّ انتهَى أَجَلٌ = لَنْ يَنفعَ العُذرُ لِمُتَّهَمِ 
وَلِلعذابِ صَرخةٌ وَمَدَى = وَالنَّارُ تَصبُو الكُفر فِي نَهَمِ 
وَللمفَازِ جَنَّةٌ وَسَنَى = وَالفَردُ يَدعُو صُحبَةَ الرَّحَمِ 
يَا رَافعَ السَّما بِلا عَمَدٍ = يَا خَالقَ الأَجسَادِ مِنْ أَدَمِ 
( رَبَّ )الوُجُودِ وَكوَائِنِهِ = تُحيِي العِظامَ بعدَ ذِي رَدَمَ 
عُدنَا إليكَ وَالعَفا أملٌ = قلُوبُنا بِصَرخةِ النَّدَمِ 
فَهَبْ لنَا منْ أمرِنا رَشَدًا = إِنْ تهدِنَا الأروَاحُ تَسْتَقِمِ 
وَاشْرَحْ نُفُوسًا ، حفِّها ورَعًا = فَالنَّفس لِلأهواءِ كَالخَدَم 
  
  
شعر : مراد الساعي 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |