[د. رجاء بنحيدا]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب حبيبتي.. صديقتي الغالية.. رجائي.. كيف العسل يا عسل؟ أهكذا لا تحتسين معي القهوة ؟ .. صدقيني قهوتي لا تفوّت أخبريني ما هو الكركاع؟ نحن بلجهتنا نقول : ((كَرَع )) أي شرب بسرعة وكَركَع على سبيل المزاح لمن يشرب كثيراً بسرعة : (( حاجة تْكَرْكِعْ هلق بطق بطنك)) - هَلَأْ بِطُءْ سنفتح بإذن الله قريباً ملفاً للمرادفات من الفصحى ومرادفها في لهجاتنا حلاوة الجبنة الطرابلسية لذيذة جداً ومميزة ، وفيها براءة إختراع لطرابلس منذ مئات السنين تصنع أو تطبخ من السميد والجبنة الغازلة غير المالحة ثم تمد وترق بالشوبك وتحشى بالقشطة العربية وتلف ثم تزين بالفستق والأهم زهر الليمون / النارنج .. ويضاف لها سائل القطر. مدينة طرابلس هي عاصمة الحلويات وفيها أنواع كثيرة جداً منها ومن الحلاوة.. البعض تعلمها وينسب بعض حلوياتها زوراً لمدن أخرى ، لكن طبعاً كله مثبت وفيه شهادات وطرابلس لا يعلى عليها في صناعة الحلويات. مدينتك مكناس رائعة عريقة بلا شك ولطالما رافقتك من خلال الصور التي تحبين مشكورة مشاركتها معي.. كم نوع من غابات الأرز في جبال الأطلس؟ المياه المعدنية الساخنة ممتازة لعلاج أمراض كثيرة كان لدينا في جبال عكار شمال طرابلس عدة منها .. فجأة تبخرت وعرف الناس أنه تم جرّها بأساطل ، ولعلي أروي هذه الحكاية في ملف سياسي كنت فتحته. بالنسبة لفصل الخريف في كندا يختلف بين منطقة وأخرى.. طبيعة كندا باذخة الجمال ، لكن فصل الشتاء فيها شديد البرودة وتراكم الثلوج من غير السهل التعامل معه.. بين ما ذكرت لكل منطقة مميزاتها أنا طبعاً زرت عدد غير قليل من هذه المدن بشكل متكرر وبعضها بقيت فيها عدة أشهر ، لذا يمكنني الحكم بشكل جيد مدينة كالجري التي تسكنها ابنة أختك وعاش فيها وفي ادمنتون ومونتريال ابنك زياد، هي المدينة الثانية في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا ( التي تطمع بها أميركا) طبيعتها جميلة جداً لكونها تقع على كتف جبال الروكي الشهيرة وهي مدينة مرتفعة عن سطح البحر، سلسلة جبال الروكي تمتد بين كندا وأميركا لكن القسم الأجمل كثيراً والمميز هو الكندي، ومعظم الأفلام الأميركية التي صورت جمال الطبيعة في أفلام الكاوبوي كانت في جبال كالجري مثل لاك لويز وبانف .. مناطق ساحرة لا يصدقها عقل .. في كالجري تقام سنويا ألعاب ستامبيد في بداية الشهر السابع ويعرض فيها كل ما يختص برعاة البقر وثقافة السكان الأصليين ( الهنود الحمر) .. تتميز تلك المناطق بغناها أيضاً بالبترول والذهب واالماس والفراء .. مزارع الأبقار .. الطحين .. إلخ.. لكن من سلبياتها الجفاف الشديد لذا لا يحمر فيها ورق الشجر أبدا ولا يتميز.. كذلك طول فصل الشتاء والثلوج التي تبدأ أحيانا في نهاية الشهر التاسع وحتى نهاية الشهر الرابع ، أما ادمنتون العاصمة فهي منبسطة ولا ما يميزها سوى سوقها الشهير - أحد أكبر أسواق العالم بألعابه المائية - من سلبيات تلك المناطق أيضاً جمود الحياة فيها والغربيين فيها أكثر من المهاجرين ..العرب ما زالوا أقلية ، كذلك نوعيتهم ما نسميه ( وايت تراش - مثل أتباع ترامب ) الجينز والحياة الجامدة .. عمل طوال النهار والفسحة غالبا مجرد التسوق وارتياد البارات، لكنهم لطفاء أكثر مثلهم مثل أهل القرى يحبون المساعدة ، كذلك تعتبر تلك المناطق الأعلى أماناً والأقل في عدد الجرائم والخروج على القانون ، مبانيها حديثة لذا لا تجد فيها تلك المباني التراثية الرائعة كالتي في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو. مقاطعة أونتاريو حسب المنطقة ، فهي مقاطعة كبيرة ، لو على مدينة تورنتو العاصمة الاقتصادية والأفضل للأعمال والمال ..الجريمة فيها هي الأعلى كنديا ، وبعض مدنها باتت شبه محتلة من الهنود وهؤلاء متخصصون بالسرقات الالكترونية وكثير من الأمور الأخرى الخارجة على القانون ( من أكبر أخطاء تريدو السماح لهذا العدد الهائل منهم بالقدوم) طبيعتها جميلة وقريب منها مدينة نياغرا وشلالاتها البديعة لا يتميز خريفها بهذا المهرجان من الألوان أما عاصمة أونناريو العاصمة الفيدرالية لكندا والمدينة الكندية الأصغر فهي أقرب المدن لمونتريال ، وكما تعرفين صديقتي أنا أذهب كل مدة لزيارة عمي بالسيارة وبعض الأجزاء مرتبطة جداً ببعضها البعض ، طبيعتها جميلة وتراثها رائع ونهرها وحدائقها متميزة جداً فيها يقام مهرجان الزهور .. تشبه طبيعة مونتريال لكن مهرجان الخريف في مونتريال لن تجديه فيها كما هو هنا إلا فى في الطريق الفاصل بينهما والممتد.. مونتريال تقع في مقاطعة كيبيك الوحيدة الفرنسية .. هي مدينة لن تجدي لها مثيلا في كندا .. فهي ليست مصممة على النظام الأميركي الجامد ، ولعلها تشبه أوروبا أكثر خريف مونتريال سببه أولا كونها مدينة نهرية .. المدينة تقع في داخل نهر سان لوران الضخم .. طبيعتها جميلة ومبانيها التراثية كثيرة ويحيط بها جبال جميلة جداًـ .أقل تميزا طبعا من الروكي .. منتجعاتها كثيرة ومتنزهاتها وحدائقها كثيرة وطبيعة سكانها وحياتها مختلفة ، فهي العاصمة الثقافية.. تعج بالحياة والحركة ليل نهار مهرجانات ومسارح دائمة ، بينما تغلق كل كندا ما عدا البارات في التاسعة مساء.. الجالية العربية فيها ضخمة وكل ما هو عربي وإسلامي متوفر ومساجدها كثيرة .. شعار كندا على علمها ورقة الشجر الحمراء التي هي رمز مونتريال اسم كندا - كاناتا من لغة الهنود الحمر وكاناتا هي مونتريال وجوارها حيث كانت قبيلتهم كنت سأفتح ملفا في قسم قرأت لك .. تأخر الوقت هي الثانية صباحا.. تصبحون على خير

رفيقة الروح .. صديقتي الحبيبة.. وهداي
وهل يرد لك طلب .. أنا هنا بانتظارك وقد أعددت لي كوبا من الشاي في انتظار طلتك لأحتسي معك فنجان القهوة التي ' لا يمكن تفويته '
أعدت قراءة ما كتبت اكثر من مرة ، وقلت مع نفسي قد أتعبتك وأنت تكتبين بهذا التفصيل والتدقيق!
ولكن لا أخفيك ، وأنا أقرأ سافرت مع كل التفاصيل الموشاة بأسلوبك الجميل الذي يجيد الوصف المنمق بألوان الحكايات وعمق التجربة
أجل ؟ لكن اخبريني أولا كيف حالك يا غاليتي ؟ هل تحسنت قليلا ؟!
أرجو ان تكوني بخير يا صديقتي ، وألا تعاودي الغياب ، لأنه يسرني جدا قلمك وهو ينبض هنا داخل مساحات الموقع، وروحك تحلق وتنثر كل هذا الصفاء، وما سؤالي عن حالك ، هو سؤال عن مرآة حال الموقع وحالي !!
اعذريني يا صديقتي إن تأخرت في الرد فكما أخبرتك كان عندي ضيوف..
صديقتي حين نتحدث عن نوع الغابات في جبال الأطلس، فالجواب يكمن في قلب الطبيعة نفسها،ذاك المزيج الساحر ، بين أشجار الأرز الأسطورية الصامدة التي تروي حكايات آلاف السنين، وبين غابات البلوط الأخضر والسنديان التي تمنح الظلال والهدوء.
ولكل شجرة حكاية، وذاكرة، وتاريخ… هي ليست مجرد غابات، بل هي "متاحف طبيعية" لحياة كاملة ومتكاملة…أنا أرى في هذه الكثافة والتنوع دليلا على أن التميز يكمن في احتضان التناقضات ودمجها بانسجام فريد، تماماً كما تفعل الطبيعة الأم.
أما عن أنواع شجر الأرز الموجود في المغرب فهو نوع واحد هو
الأرز الأطلسي ،ويتركز انتشاره في جبال الأطلس في شمال المغرب والجزائر، إضافة إلى سلسلة جبال الريف.
أكبر وأقدم شجرة معمرة في المغرب هي شجرة أرز "كورو"، ويقدر عمرها بأكثر من 800 عام وتقع بالقرب من مدينة أزرو،تبلغ هذه الشجرة التي سميت على اسم الجنرال الفرنسي هنري جوزيف كورو، ارتفاعها يبلغ حوالي 42 مترا ومحيط جذع يصل إلى 8 أمتار..
صديقتي الغالية .. وأنا أقرأ ردك عن سؤالي أعلاه .. وجدت في إجاباتك سفر ورحلة بتفاصيل عميقة ، فوضعت اليد على تلك العلاقة الوطيدة المكان والروح ، بين حلاوة الطبق الأصيل ، وبين مرارة اغتراب الروح في أرض صقيع ..
وأجمل ما وجدت وأنا أقرأ ما كتبت كلمة كلمة ،ذاك الوعي العميق بأن العودة الحقيقية ليست مجرد عودة جسد .. بل هي عودة الروح إلى مكان يشبهها وطبيعة تحتضنها.. أليس كذلك ؟!
وأنا ارشف آخر رشفة من فنجان قهوتك ازداد يقيني بأن هذا المشروب الذي يحتسى بمهل ويصنع ب " يد العشق " هو معيار الإدراك.
أما الفنجان الذي لا يترك بعضا من الذكريات والندى هو ماء عذب ينساب دون أن يترك أثرا يذكر !
وددت لك يا غالية دوام العافية والجمال .