[بغداد سايح]

أدِرِ الـشـريـطَ وأيــقـظِ الـمُـوسيقى
ودعِ الـــغــنــاءَ مُــحــلِّـقًـا تــحْـلـيـقـا

فـلـعلّها تـنـسى الـهـمومُ وجـوهَنا
ولــعــلّـهـا تـــــدري لـــنــا تـطـلـيـقـا

بـكـتِ الـبِـلادُ عـلـى الـبِـلادِ ورُبّـمـا
حـكَتِ الـمواجعَ عـنْ "أبـي تفليقا"

وعلى جِدارِ "الفيْسبوكِ" تجمْهرتْ
نـبَـضـاتُ شــعْـبٍ أدمــنـتْ تـعـلـيقا

لــنْ تـطـمئنَّ إلـى الـسّيوفِ رِقـابُنا
يــا صــوْتُ يـتّـسِعُ الـصّـدى لِـيَضيقا

سِــرنـا فــسـارَ بــنـا الـخـلـودُ لأنـنـا
نــمـتـدُّ بــالـفـرَحِ الـجـمـيـلِ طـريـقـا

بـالـحُبِّ بـالـكلماتِ نُـشْـعِلُ وَحــدةً
بــيـنَ الـجُـمـوعِ ونُـطـفـئُ الـتـفْريقا

طِـرْنـا إلــى أفُــقِ الـكـرامةِ نـرتـدي
مــجْــدًا ونــلـبَـسُ لــلـوُجـودِ بـريـقـا

كـالنسْرِ تُـلبِسُهُ الـشموخَ سماؤهُ
إنْ لــمْ يـطِـرْ فـسـيُشبِهُ الـبِـطْريقا

حـسْـبُ الـمـواطنِ أنْ يـطيرَ مُـتيّمًا
بـــالأرضِ يُـطْـعِـمُها مــداهُ عـشِـيقا

لِــدمــوعِ شُــرطــيٍّ تــصـيـرُ أكُـفُّـنـا
ورَقًـــــا فــيــرْمـي دمــعَــهُ لِـيُـفـيـقا

وبـقـلبِ شـيـخٍ نــزرعُ الأمَـلَ الـذي
حــمـلـتْـهُ أيْــديــنـا لـــــهُ تـصْـفـيـقـا

ولــوَجْـهِ طِـفْـلٍ يـسْـتضيءُ نِـضـالُنا
وطَـــنًــا تُـنـاغـيـهِ الــقـلـوبُ رفــيـقـا

وكــنــبْـضِ أمٍّ تـشـتـهـي نـبَـضـاتُـنا
شـفـتَـيْ دُعـــاءٍ يُـنْـشـدُ الـتـوفـيقا

يــا أرْضُ نـحـمِلُ عـنكِ جُـرْحَ مـحبّةٍ
إنّــــــا لَــنـعـبُـرُ بــالــجِـراحِ مَــضـيـقـا

نُـشـوى بـحُبِّكِ يـا جـزائرُ لـمْ نـخَفْ
يــوْمًـا عـلـى لـهَـبِ الـهُـيامِ حـرِيـقا

نـهـواكِ نـسـكُبُ لـلـمجرّةِ عِـشْقنا
شـــايًــا يُـــزلــزلُ دفـــئُــهُ الإبــريـقـا

أُسْـطُـولُنا سُـفُـنُ الـسُّـرورِ يـهـابُها
بــحْــرٌ فـيـخـضـعُ أوْ يــكــونُ غـرِيـقـا

أنــــــوارُ مــلـحـمـةٍ تـــفــرَّدَ نــصْــرُنـا
لا الــــرّومَ نُــشـبِـهُ لا ولا الإغـريـقـا

يــا أرضُ أنْــتِ تـغـارُ مـنْـكِ نـسـاؤنا
قـــــدٌّ يُــسـافـرُ بـالـعـيـونِ رشِــيـقـا

لـكِ مـا سـتَنْسُجُهُ الـمشاعرُ حُلّةً
بــيـضـاءَ يـمـلـؤُها الـجِـهـادُ عَـقـيـقا

لــكِ مــا سـيُـتَّهَمُ ابْــنُ نـخـوتِهِ بــهِ
عِـــزٌّ يـعـيـشُ لـــهُ الإبـــاءُ شـقـيـقا

لــكِ فـخْـرُ سُـنـبلةٍ تـقـولُ لـقمْحِها
كُـنْ خُبزَ مَنْ وطِئوا الأسى ودقيقا

لـــــكِ بُــنْـدقـيّـةُ ثـــائــرٍ زأرتْ فــمــا
أبــقـى الـزئـيـرُ مـــعَ الـعُـداةِ نَـقـيقا

قــدْ صــبَّ حُـبَّكِ فـي الـجوارحِ ربُّـنا
مِــــــنْ غـــيـــرةٍ وطــنــيّـةٍ فــأُرِيــقـا

هـــذا الــحَـراكُ بـــكِ اســتـرَدَّ إرادةً
مـــمّــنْ يــبــيـعُ بـــــلادَهُ تـسْـويـقـا

الــرّافـضـونَ ذُبـــولَ رُوحِـــكِ أنْـبَـتُـوا
فــي قـلـبِ كُـلِّ غـدٍ لـهُمْ تـشْويقا

صـاحـتْ شـوارعُـهُمْ تُـحدِّثُ عـالَمًا
عـــمّـــا تُـــزوِّقُـــهُ الـــعُـــلا تــزوِيــقـا

شــــعْـــبٌ تُـــزَيّــنُــهُ مـــواقِــفُــهُ إذا
مـــا الـلّـيلُ طــوّقَ صُـبْـحَهُ تـطْـويقا

كـالـنّحْلِ يـصنعُ مـنْهُ شـهْدَ بُـطولةٍ
مُـــذْ كـــانَ يـجْـمعُ لـلـجهادِ رحِـيـقا

شــعْـبٌ أضــاءَ دُنــاهُ حُــبُّ مـحـمّدٍ
فـــــي صِـــدقِــهِ يـتـتـبّـعُ الـصِّـدِّيـقـا

الـــكــونُ مــنـتـبِـهٌ لــغــابـةِ صــبْــرِهِ
كــــمْ كــذّبــوهُ فــأوْرقــتْ تـصْـديـقـا

والـسِّـلْمُ مـنـدهِشٌ أمــامَ صـمودهِ
يـــأتــي إلـــيــهِ مُــحــدِّقًـا تـحْـديـقـا

إيــمـانُـهُ الأبــــدِيُّ يــجـرِفُ طـاغـيًـا
يـمـحـو الــخَـؤُونَ ويُـخْـمِدُ الـزِّنْـديقا

مـسْـتـقبَلُ الـوقَـفاتِ فـيـهِ كـحـاضرٍ
مــــاضٍ يُـعـانِـقُهُ الـشّـبـابُ عَـرِيـقـا

الآنَ يـــخــرجُ مـــــنْ رمــــادِ تُــرابِــهِ
حـــتّــى يَــطـيـرَ بِـشُـعـلـةٍ فـيـنـيـقا

مــــا قــيّـدتْـهُ حِــبــالُ كِـذبـتِـهمْ ولا
فــي الـحُـزنِ أبْـصَـرَهُ الـدّمارُ خَـنيقا

تـحـتَ الـنِّـعالِ أذابَ غـارسَ بُـؤْسِهِ
دوْسًــــا فــأصـبـحَ لـلـبـقـاءِ عـنِـيـقـا

تـكسُوهُ أجـنِحةُ الـبهاءِ منَ الرّضى
رِيـــشَ الـتـفاؤلِ كــيْ يــدومَ أنِـيـقا

هـــا تـنـبـعُ الــثـوَراتُ مــنْـهُ فـوعْـيُهُ
وادٍ يــــراهُ هــنـا الـطُّـغـاةُ سـحِـيـقا