أعترف بداية ،أنني أتخبط في رأيي في حكم أثر وقع الزمن على نفسي !
 فأحياناً أشعر أنني لا زلت ذاك الشاب الممتلئ صحة ،الغارق في بحار                             الطموح التي لا تُحَد ! 
 وأن كل أحلامي مازالت قريبة سهلة المنال ،باستطاعتي نيلها بأيسر                               طريق دون عناء أو أدنى طرف كد !
 وأحياناً ،يداهمني الشعور بثقل وطء الزمن، فأقف عاجزاً بانكسار أمامه ،وأشعر يقيناً باقتراب محطة النهاية،(مصير كل مخلوق ،والنتيجة الحتمية لغاية وجودنا )،فأبتسم ايتسامة الراحل المودِّع،آملاً  أن يكون غداً رغداً- رغم كل غفلاتي المتتابعة-،لطمعي غير المحدود في كرم رب  العالمين !
 وأحياناً أفاجأ بوقع دبيب الزمن ،فأشعر أن فوات العمر كان حلماً مشرقاً ،وزمناً رائقاً ،رغم انكسارات كثيرة فيه، وأن بإمكاني ،بصورة ما ،نَقْل إشراقات ضيائه إلى غيري ،بكامل روعة حضورها !
 فهل هذا هو (الهذيان) ؟أم هي تخاريف الشيخوخة ؟ وبقايا حسو الإناء ؟!
 لا أعرف ! 
حقاً لا أعرف !