| 
	
		
		
			
			 
				
				مقتل القمر --أمل دنقل
			 
			 
			
		
		
		[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]....وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس  
  
في كل مدينة ،  
  
(( قُتِل القمـــر ))!  
  
شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !  
  
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!  
  
تركوه في الأعواد ،  
  
كالأسطورة السوداء في عيني ضرير  
  
ويقول جاري :  
  
-(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))  
  
وتقول جارتنا الصبية :  
  
- (( كان يعجبه غنائي في المساء  
  
وكان يهديني قوارير العطور  
  
فبأي ذنب يقتلونه ؟  
  
هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))  
  
..... ........ .......  
  
وتدلت الدمعات من كل العيون  
  
كأنها الأيتام – أطفال القمر  
  
وترحموا...  
  
وتفرقوا.....  
  
فكما يموت الناس.....مات !  
  
وجلست ،  
  
أسأله عن الأيدي التي غدرت به  
  
لكنه لم يستمع لي ،  
  
..... كان مات !  
  
****  
  
دثرته بعباءته  
  
وسحبت جفنيه على عينيه...  
  
حتى لايرى من فارقوه!  
  
وخرجت من باب المدينة  
  
للريف:  
  
يا أبناء قريتنا أبوكم مات  
  
قد قتلته أبناء المدينة  
  
ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف  
  
وتفرَّقوا  
  
تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة  
  
يا أخوتي : هذا أبوكم مات !  
  
- ماذا ؟ لا.......أبونا لا يموت  
  
- بالأمس طول الليل كان هنا  
  
- يقص لنا حكايته الحزينة !  
  
- يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته  
  
أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !  
  
قالوا : كفاك ، اصمت  
  
فإنك لست تدري ما تقول !  
  
قلت : الحقيقة ما أقول  
  
قالوا : انتظر  
  
لم تبق إلا بضع ساعات...  
  
ويأتي!  
  
***  
  
حط المساء  
  
وأطل من فوقي القمر  
  
متألق البسمات ، ماسيّ النظر  
  
- يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا  
  
فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟  
  
قالوا: غريب  
  
ظنه الناس القمر  
  
قتلوه ، ثم بكوا عليه  
  
ورددوا (( قُتِل القمر ))  
  
لكن أبونا لا يموت  
  
أبداً أبونا لايموت ! 
  
 [/align][/cell][/table1][/align] 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |