[بوران شما]

الأخت الغالية الأستاذة المناضلة هدى الخطيب
أبدأ من المعادلة البسيطة التي وضعها المفكر والسياسي اللبناني الكبير
الراحل كمال جنبلاط :
( تكون فلا أكون ,, وأكون فلا تكون )
هذه المعادلة التي أطبقها على وجودنا وجود شعبنا الفلسطيني , وعلى
مستقبل الأمة العربية .
من هنا ومن منطلق أنني فلسطينية ومدينتي صفد , إما أن أعود إلى
أرضي وأرض آبائي وأجدادي , فأكون أنا , أو أن تكون هذه البؤرة
السرطانية (إسرائيل) , والتي إن كانت هي فهي التي ستفتك بي وبشعبي
ووطني وأمتي العربية .
لذا فإنني لن أرضى ولن يرضى إي إنسان فلسطيني وعربي وطني حر بوجود
هذا المرض ولا على أي ذرة تراب من تراب وطني الحبيب , ولن أرضى إلا
بفلسطين كاملة غير منقوصة من النهر إلى البحر ومن الشمال إلى الجنوب ,
ولن أتنازل عن شبر واحد من فلسطين ليبقى هذا الكيان الصهيوني فيه أبداً,
هذا هو بقائي ووجودي .
ولذا ومن هنا أقول : أننا في هذا الوقت بالذات وفي ظل الربيع العربي , والصحوة
العربية , يجب علينا الاستمرار في هذه الانتفاضة العربية الثالثة , انتفاضة العودة ,
حتى تحقيق كياني ووجودي . ولا يمكن أن يتم ذلك إلا باستمرار هذه الانتفاضة
يومياً وكل ساعة وكل لحظة , بكل قوة وصدق .
فأطمح أن يستمر شبابنا الفلسطيني في الداخل انتفاضته الثالثة على غرار الانتفاضة
الأولى والثانية , على أن ندعمه نحن في الخارج على غرار ما حصل أيام 13و14و15
آيار 2011 من سوريا ولبنان ومصر والأردن , وأقدر أشد التقدير الثمن الذي سندفعه
في هذه الانتفاضة من شهداء وجرحى وأسرى .
وأؤكد على أن هذه الانتفاضة يجب أن تكون عامة وشاملة وان تضرب من حديد وأن
تُسمع العالم كله بأن هنالك شعباً فلسطينيا مشرداً يريد العودة لوطنه , ولن يتخلى عنه
مهما كانت التضحيات .
يجب أن ينتفض : فلسطينيو الداخل في فلسطين المحتلة عام 1948, وفلسطينيو الداخل
في الضفة الغربية وغزة , وفلسطينيو الشتات والشعب العربي في الدول العربية المحيطة
بفلسطين , وفلسطينيو الدول العربية التي ليس لها حدود مشتركة مع فلسطين , وفلسطينيو
العالم في دول الغرب , والعرب والمسلمون ومن يناصر قضيتنا في العالم كله ,
وأن يهبوا هبة واحدة ويكون لهم وقفة رجل واحد تجاه هذا الكيان الغاصب , للضغط عليه
وتهميشه .
ولنجاح ذلك : على كل سلطة وحكومة مسؤولة عن هذه الفعاليات بكل أشكالها أن تدعمهم وتقف إلى
جانبهم لا تقف ضدهم , وضد انتفاضتهم الشريفة , كما حصل منذ أيام في بعض الدول العربية ,
وهنا يأتي أيضاً دور الإعلام الوطني الشريف لدعم هذه الانتفاضة بكل أنواعها وأشكالها وفي كافة
أماكن تواجدها , وإلقاء الضوء عليها لتشجيعها وإنجاحها ,
وكذلك دور العالم الفضائي والمواقع الالكترونية التي يجب أن تدعم وتؤيد وتشجع وتدعو
لهذه الانتفاضات الشعبية وتقف إلى جانبها , وقد ثبت أن لهذا العالم الالكتروني دور فعال وفاعل
لإنجاح هذه الانتفاضة .
الفلسطينيون ومن ورائهم العرب الشرفاء قاموا وثاروا ولن يقفوا بعد الآن إلا بتحقيق هدفهم بعودة
الشعب الفلسطيني لأرضه لفلسطين كاملة غير منقوصة .
الآليات كثيرة ويجب البدء منذ اللحظة لتفعيلها حتى تنتصر ثورتنا الفلسطينية العظيمة .
ربما يكون لي عودة أخرى لهذا الموضوع الهام والملّح ,
وسأترك الفرصة لزملائي للاهتمام بهذا الموضوع وتفعيله وتحريكه حتى نحقق الهدف المنشود .
محبتي وتقديري واحترامي .