| 
	
		
		
			
			 
				
				رباعيات الخيام - عمر الخيام - الشعر الفارسي
			 
			 
			
		
		
		[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;border:4px inset darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]سمعت صوتا هاتفا في السحر  
نادى من الحان : غفاة البشر  
هبوا املئوا كأس الطلى قبل أن  
تفعم كأس العمر كف القدر 
*** 
أحس في نفسي دبيب الفناء  
ولم أصب في العيش إلا الشقاء  
يا حسرتا إن حان حيني ولم  
يتح لفكري حل لغز القضاء  
*** 
أفق وهات الكأس أنعم بها  
واكشف خفايا النفس من حجبها  
وروّ أوصالي بها قبلما  
يصاغ دنّ الخمر من تربها 
*** 
تروح أيامي ولا تغتدي  
كما تهب الريح في الفدفد  
وما طويت النفس هما على  
يومين أمس المنقضي والغد  
*** 
غد بظهر الغيب واليوم لي  
وكم يخيب الظن في المقبل  
ولست بالغافل حتى أرى  
جمال دنياي ولا أجتلي  
*** 
سمعت في حلمي صوتا أهاب  
ما فتق النوم كمام الشباب  
أفق فإن النوم صنو الردى  
واشرب فمثواك فراش التراب 
*** 
قد مزق البدر سنار الظلام  
فاغنم صفا الوقت وهات المدام  
واطرب فإن البدر من بعدنا  
يسري علينا في طباق الرغام 
*** 
سأنتحي الموت حثيث الورود  
وينمحي اسمي من سجل الوجود  
هات اسقنيها يا منى خاطري  
فغاية الأيام طول الهجود  
*** 
هات اسقنيها أيهذا النديم  
أخضب من الوجه اصفرار الهموم  
و إن مت فاجعل غسولي الطلى  
وقد نعشي من فروع الكروم 
*** 
إن تقتلع من أصلها سرحتي  
وتصبح الأغصان قد جفت  
فصغ وعاء الخمر من طينتي  
واملأه تسر الروح في جثتي 
*** 
لبست ثوب العيش لم أستشر  
وحرت فيه بين شتى الفكر  
وسوف أنضو الثوب عني ولم  
أدرك لماذا جئت أين المقر 
*** 
نمضي وتبقى العيشة الراضية  
وتنمحي أثارنا الماضية  
فقبل أن نحيى ومن بعدنا 
وهذه الدنيا على ما هيه 
*** 
طوت يد الأقدار سفر الشباب  
وصوحت تلك الغصون الرطاب  
وقد شدا طير الصبى واختفى  
متى أتى يا لهفا أين غاب 
*** 
الدهر لا يعطي الذي نأمل  
و في سبيل اليأس ما نعمل  
و نحن في الدنيا على همها  
يسوقنا حادي الردى المعجل 
*** 
أفق خفيف الظل هذا السحر  
وهاتها صرفا وناغ الوتر  
فما أطال النوم عمرا ولا  
قصر في الأعمار طول السهر 
*** 
اشرب فمثواك التراب المهيل  
بلا حبيب مؤنس أو خليل  
و انشق عبير العيش في فجره  
فليس يزهو الورد بعد الذبول 
*** 
كم آلم الدهر فؤادا طعين  
و أسلم الروح ظعين حزين  
وليس ممن فاتنا عائد  
أسأله عن حالة الراحلين 
*** 
يا دهر أكثرت البلى والخراب  
و سمت كل الناس سوء العذاب  
ويا ثرى كم فيك من جوهر  
يبين لو ينبش هذا التراب 
*** 
وكم توالى الليل بعد النهار  
وطال بالأنجم هذا المدار  
فامش الهوينا إن هذا الثرى  
من أعين ساحرة الإحورار 
*** 
أين النديم السمح أين الصبوح  
فقد أمض الهم قلبي الجريح  
ثلاثة هن أحب المنى  
كأس و أنغام ووجه صبيح 
*** 
نفوسنا ترضى احتكام الشراب  
أرواحنا تفدى الثنايا العذاب  
و روح هذا الذي نستله  
ونستقيه سائغا مستطاب 
*** 
يا نفس ما هذا الأسى والكدر  
قد وقع الإثم وضاع الحذر  
هل ذاق حلو العفو إلا الذي  
أذنب والله عفا واغتفر 
*** 
نلبس بين الناس ثوب الرياء  
و نحن في قبضة كف القضاء  
وكم سعينا نرتجي مهربا  
فكان مسعانا جميعا هباء 
***  
لم تفتح الأنفس باب الغيوب  
حتى ترى كيف تسام القلوب  
ما أتعس القلب الذي لم يكد  
يلتام حتى أنكأته الخطوب  
***  
عامل كأهليك الغريب الوفي  
واقطع من الأهل الذي لا يفي  
و عف زلالا ليس فيه الشفا  
واشرب زعاف السم لو تشتفي  
***  
أحسن الى الأعداء و الأصدقاء  
فإنما إنس القلوب الصفاء  
و اغفر لأصحابك زلاتهم  
وسامح الأعداء تمح العداء  
***  
عاشر من الناس كبار العقول  
وجانب الجهال أهل الفضول  
واشرب نقيع السم من عاقل  
واسكب على الأرض دواء الجهول  
***  
يا تارك الخمر لماذا تلوم  
دعني الى ربي الغفور الرحيم  
ولا تفاخرني بهجر الطلى  
فأنت جان في سواها أثيم  
***  
أطفيء لظى القلب ببرد الشراب  
فإنما الأيام مثل السحاب  
وعيشنا طيف خيال فنل  
حظك منه قبل فوت الشباب  
***  
بستان أيامك نامي الشجر  
فكيف لا تقطف غض الثمر  
اشرب فهذا اليوم إن أدبرت  
به الليالي لم يعده القدر  
***  
جادت بساط الروض كف السحاب  
فنزه الطرف وهات الشراب  
فهذه الخضرة من بعدنا  
تنمو على أجسادنا في التراب  
***  
و إن تواف العشب عند الغدير  
وقد كسا الأرض بساط نضير  
فامش الهوينا فوقه إنه  
غذته أوصال حبيب طرير  
***  
يا نفس قد آدك حمل الحزن  
يا روح مقدور فراق البدن  
اقطف أزاهير المنى قبل أن  
يجف من عيشك غض الفنن  
***  
يحلو ارتشاف الخمر عند الربيع  
ونشر أزهار الروابي يضوع  
وتعذب الشكوى الى فاتن  
على شفا الوادي الخصيب الينيع  
***  
فلا تتب عن حسو هذا الشراب  
فإنما تندم بعد المتاب  
وكيف تصحو وطيور الربى  
صداحة و الروض غض الجناب  
***  
زخارف الدنيا أساس الألم  
وطالب الدنيا نديم الندم  
فكن خلي البال من أمرها  
فكل ما فيها شقاء وهم  
***  
و أسعد الخلق قليل الفضول  
من يهجر الناس ويرضى القليل  
كأنه عنقاء عند السهى  
لا بومة تنعب بين الطلول  
***  
من يحسب المال أحب المنى  
و يزرع الأرض يريد الغنى  
يفارق الدنيا ولم يختبر  
في كده أحوال هذي الدنى  
***  
سرى بجسمي الغض ماء الفناء  
وسار في روحي لهيب الشقاء  
وهمت مثل الريح حتى ذرت  
تراب جسمي عاصفات القضاء  
***  
يا من يحار الفهم في قدرتك  
وتطلب النفس حمى طاعتك  
أسكرني الإثم و لكنني  
صحوت بالآمال في رحمتك  
***  
لم أشرب الخمر ابتغاء الطرب  
ولا دعتني قلة في الأدب  
لكن إحساسي نزاعا إلى  
إطلاق نفسي كان كل السبب  
***  
أفنيت عمري في اكتناه القضاء  
وكشف ما يحجبه في الخفاء  
فلم أجد أسراره وانقضى  
عمري وأحسست دبيب الفناء  
***  
أطال أهل الأنفس الباصرة  
تفكيرهم في ذاتك القادرة  
ولم تزل يا رب أفهامهم  
حيرى كهذي الأنجم الحائرة  
***  
لم يجن شيئا من حياتي الوجود  
ولن يضير الكون أني أبيد  
واحيرتي ما قال لي قائل  
ماذا اشتعال الروح كيف الخمود  
***  
إذا انطوى عيشي وحان الأجل  
وسد في وجهي باب الأمل  
قرّ حباب العمر في كأسه  
فصبها للموت ساقي الأزل  
***  
إن لم أكن أخلصت في طاعتك  
فإنني أطمع في رحمتك  
و إنما يشفع لي أنني  
قد عشت لا أشرك في وحدتك  
***  
يا رب هيئ سبب الرزق لي  
ولا تذقني منة المفضل  
وأبقني نشوان كيما أرى  
روحي نجت من دائها المعضل  
***  
أفنيت عمري في ارتقاب المنى  
ولم أذق في العيش طعم الهنا  
وإنني أشفق أن ينقضي  
عمري وما فارقت هذا العنا 
*** 
لم يبرح الداء فؤادي العليل  
ولم أنل قصدي وحان الرحيل  
وفات عمري وأنا جاهل  
كتاب هذا الدهر جم الفصول 
*** 
صفا لك اليوم ورقّ النسيم  
وجال في الأزهار دمع الغيوم  
ورجّع البلبل ألحانه  
يقول هيا اطرب وخل الهموم  
*** 
الدرع لا تمنع سهم الأجل  
والمال لا يدفعه إن نزل  
وكل ما في عيشنا زائل  
لا شيء يبقى غير طيب العمل 
*** 
الله يدري كل ما تضمر  
يعلم ما تخفي وما تظهر  
وإن خدعت الناس لم تستطع  
خداع من يطوي ومن ينشر 
*** 
وإنما بالموت كل رهين  
فاطرب فما أنت من الخالدين  
واشرب ولا تحمل أسى فادحا  
وخلّ حمل الهم للاحقين 
***رأيت خزافا رحاه تدور  
يجدّ في صوغ دنان الخمور  
كأنه يخلط في طينها  
جمجمة الشاه بساق الفقير 
*** 
تمتلك الناس الهوى والغرور  
وفتنة الغيد وسكنى القصور  
ولو تزال الحجب بانت لهم  
زخارف الدنيا وعقبى الأمور 
*** 
إن الذي تأنس فيه الوفاء  
لا يحفظ الود وعهد الإخاء  
فعاشر الناس على ريبة  
منهم ولا تكثر من الأصدقاء 
*** 
زاد الندى في الزهر حتى غدا  
منحنيا من حمل قطر الندى  
والكُم قد جمع أوراقه  
فظلّ في زهر الرّبى سيدا 
*** 
وأسعد الخلق الذي يرزق  
وبابه دون الورى مغلق  
لا سيدٌ فيهم ولا خادم  
لهم ولكن وادع مطلق 
*** 
قلبي في صدري أسير سجين  
تخجله عشرة ماء وطين  
وكم جرى عزمي بتحطيمه  
فكان ينهاني نداء اليقين 
*** 
مصباح قلبي يستمدّ الضياء  
من طلعة الغيد ذوات البهاء  
لكنني مثل الفراش الذي 
يسعى الى النور وفيه الفناء 
*** 
طبعي ائتناسي بالوجوه الحسان  
وديدني شرب عتاق الدنان  
فاجمع شتات الحظ وانعم بها  
من قبل أن تطويك كف الزمان 
*** 
عاقب الأيام يدني الأجل  
ومرها يطويك طيّ السجل  
وسوف تفنى وهي في كرِّها  
فقضِّ ما تغنمه في جذل 
*** 
لا تشغل البال بماضي الزمان  
ولا بآتي العيش قبل الأوان  
واغنم من الحاضر لذّاته  
فليس في طبع الليالي الأمان 
*** 
قيل لدى الحشر يكون الحساب  
فيغضب الله الشديد العقاب  
وما انطوى الرحمن إلا على  
إنالة الخير ومنح الثواب 
*** 
كان الذي صورني يعلم  
في الغيب ما أجني وما آثم  
فكيف يجزيني على أنني  
أجرمت والجرم قضا مبرم 
*** 
هات اسقني كأس الطلى السلسل  
وغنني لحنا مع البلبل  
فإنما الإبريق في صبه  
يحكي خرير الماء في الجدول 
*** 
الخمر في الكأس خيال ظريف  
وهي بجوف الدنّ روح لطيف  
أبعد ثقيل الظّل عن مجلسي  
فإنما للخمر ظل خفيف 
*** 
باب نديمي ذو الثنايا الوضاح  
وبيننا زهر أنيق وراح  
وافتض من لؤلؤ أصدافها  
فافترّ في الآفاق ثغر الصباح  
***  
نار الهوى تمنع طيب المنام  
وراحة النفس ولذّ الطعام  
وفاتر الحب ضعيف اللظى  
منطفئ الشعلة خابي الضرام  
*** 
القلب قد أضناه عشق الجمال  
والصدر قد ضاق بما لا يقال  
يا ربّ هل يرضيك هذا الضما  
والماء ينساب أمامي زلال  
***  
خلقتني يا ربّ ماء وطين  
وصغتني ما شئت عزّا وهون  
فما احتيالي والذي قد جرى  
كتبته يا ربّ فوق الجبين  
***  
ويا فؤادي تلك دنيا الخيال  
فلا تنؤ تحت الهموم الثقال  
وسلم الأمر فمحو الذي  
خطت يد المقدار أمر محال  
*** 
وإنما نحن رخاخ القضاء  
ينقلنا في اللوح أنى يشاء  
وكل من يفرغ من دوره  
يلقى به في مستقر الفناء  
***  
رأيت صفا من دنان سرى  
ما بينها همس حديث جرى  
كأنها تسأل : أين الذي  
قد صاغنا أو باعنا أو شرى  
***  
سطا البلى فاغتال أهل القبور  
حتى غدوا فيها رفاتا نثير  
أين الطلى تتركني غائبا  
أجهل أمر العيش حتى النشور  
***  
إذا سقاني الموت كأس الحمام  
وضمكم بعدي مجال المدام  
فأفردوا لي موضعي واشربوا  
في ذكر من أضحى رهين الرجام  
***  
عن وجنة الأزهار شف النقاب  
وفي فؤادي راحة للشراب  
فلا تنم فالشمس لمّا يزل  
ضياؤها فوق الرّبى والهضاب  
***  
فكم على ظهر الثرى من نيام  
وكم من الثاوين تحت الرغام  
وأينما أرمي بعيني أرى  
مشيعا أو نهزة للحمام  
***  
يا ربّ في فهمك حار البشر  
وقصر العاجز والمقتدر  
تبعث نجواك وتبدو لهم  
وهم بلا سمع يعي أو بصر  
***  
بيني وبين النفس حرب سجال  
وأنت يا ربّي شديد المحال  
أنتظر العفو ولكنني  
خجلان من علمك سوء الفعال  
***  
شقت يد الفجر ستار الظلام  
فانهض وناولني صبوح المدام  
فكم تحيينا له طلعة  
ونحن لا نملك ردّ السلام 
***  
معاقرو الكأس وهم سادرون  
وقائمو الليل وهم ساجدون  
غرقى حيارى في بحار النهى  
والله صاح والورى غافلون  
***  
كنّا فصرنا قطرة في عباب  
عشنا وعدنا ذرة في التراب  
جئنا إلى الأرض ورحنا كما  
دب عليها النمل حينا وغاب  
***  
لا أفضح السر لعال ودون  
ولا أطيل القول حتى يبين  
حالي لا أقوى على شرحها  
وفي حنايا الصدر سري دفين  
***  
أولى بهذي الأعين الهاجدة  
أن تغتدي في أنسها ساهدة  
تنفس الصبح فقم قبل أن  
تحرمه أنفاسنا الهامدة  
***  
هل في مجال السكون شيء بديع  
أحلى من الكأس وزهر الربيع  
عجبت للخمّار هل يشتري  
بماله أحسن مما يبيع  
*** 
هوى فؤادي في الطلى والحباب  
وشجو أذني في سماع الرباب  
إن يصغ الخزاف من طينتي  
كوبا فأترعها ببرد الشراب  
***  
يا مدعي الزهد أنا أكرم  
منك وعقلي ثملا أحكم  
تستنزف الخلق وما أستقي  
إلا دم الكرم فمن آثم؟  
***  
الخمر كالورد وكأس الشراب  
شفت فكانت مثل ورد مذاب  
كأنما البدر نثا ضوءه  
فكان حول الشمس منه نقاب 
***  
لا تحسبوا أني أخاف الزمان  
أو أرهب الموت إذا الموت حان  
الموت حق لست أخشى الردى  
وإنما أخشى فوات الأوان  
***  
لا طيب في الدنيا بغير الشراب  
ولا شجى فيها بغير الرباب  
فكرت في أحوالها لم أجد  
أمتع فيها من لقاء الصحاب  
***  
عش راضيا واهجر دواعي الألم  
واعدل مع الظالم مهما ظلم  
نهاية الدنيا فناء فعش  
فيها طليقا واعتبرها عدم  
***  
لا تأمل الخل المقيم الوفاء  
فإنما أنت بدنيا الرياء  
تحمل الداء ولا تلتمس  
له دواء وانفرد بالشقاء  
***  
اليوم قد طاب زمان الشباب  
وطابت النفس ولذ الشراب  
فلا تقل كأس الطلى مرة  
فإنما فيها من العيش صاب  
***  
وليس هذا العيش خلدا مقيم  
فما اهتمامي محدث أم قديم  
سنترك الدنيا فما بالنا  
نضيع منها لحظات النعيم  
***  
حتام يغري النفس برق الرجاء  
ويفزع الخاطر طيف الشقاء  
هات اسقنيها لست أدري إذا  
صعدت أنفاسي ردت الهواء  
***  
دنياك ساعات سراع الزوال  
وإنما العقبى خلود المآل  
فهل تبيع الخلد يا غافلا  
وتشتري دنيا المنى والضلال  
***  
يامن نسيت النار يوم الحساب  
وعفت أن تشرب ماء المتاب  
أخاف إن هبت رياح الردى  
عليك أن يأنف منك التراب 
*** 
يا قلب كم تشقى بهذا الوجود  
وكل يوم لك همّ جديد  
وأنت يا روحي ماذا جنت  
نفسي وأخراك رحيل بعيد 
*** 
تناثرت أيام هذا العمر  
تناثر الأوراق حول الشجر  
فانعم من الدنيا بلذاتها  
من قبل أن تسقيك كف القدر 
*** 
لا توحش النفس بخوف الظنون  
وأغنم من الحاضر أمن اليقين  
فقد تساوى في الثرى راحل  
غدا وماض من ألوف السنين 
*** 
مررت بالخزاف في صحوة  
يصوغ كوب الخمر من طينة  
أوسعها دعّا فقالت له :  
هل أقفرت نفسك من رحمة 
*** 
لو أنني خيرت أو كان لي  
مفتاح باب القدر المقفل  
لاخترت عن دنيا الأسى أنني  
لم أهبط الدنيا ولم أرحل  
***  
هبطت هذا العيش في الآخرين  
وعشت فيه عيشة الخاملين  
ولا يوافيني بما أبتغي  
فأين مني عاصفات المنون  
*** 
حكمك يا أقدار عين الضلال  
فأطلقيني آد نفسي العقال  
إن تقصري النعمى على جاهل  
فلست من أهل الحجا والكمال  
*** 
إذا سقاك الدهر كأس العذاب  
فلا تبن للناس وقع المصاب  
واشرب على الأوتار رنانة  
من قبل أن تحطم كأس الشراب 
*** 
لا بد للعاشق من نشوة  
أو خفة في الطبع أو جنة  
والصحو باب الحزن فاشرب تكن  
عن حالة الأيام في غفلة 
*** 
أنا الذي عشت صريع العقار  
في مجلس تحييه كأس تدار  
فعدِّ عن نصحي لقد أصبحت  
هذي الطلى كل المنى والاختيار 
*** 
أعلم من أمري الذي قد ظهر  
وأستشف الباطن المستتر  
عدمت فهي أن تكن نشوتي  
وراءها منزلة تنتظر 
*** 
طارت بي الخمر إلى منزل  
فوق السماك الشاهق الأعزل  
فأصبحت روحي في نجوة  
من طين هذا الجسد الأرذل 
*** 
سئمت يا ربي حياة الألم  
وزاد همي الفقر لما ألمّ  
ربي انتشلني من وجودي فقد  
جعلت في الدنيا وجودي عدم 
*** 
لم يخل قلبي من دواعي الهموم  
أو ترض نفسي عن وجودي الأليم  
وكم تأدبت بأحداثه  
ولم أزل في ليل جهل بهيم 
*** 
الله قد قدر رزق العباد  
فلا تؤمل نيل كل المراد  
ولا تذق نفسك مرّ الأسى  
فإنما أعمارنا للنفاد 
*** 
إن الذي يعرف سر القضاء  
يرى سواء سعده والشقاء  
العيش فان فلندع أمره  
أكان داء مسنا أم دواء 
*** 
يا طالب الدنيا وقيت العثار  
دع أمل الربح وخوف الخسار  
واشرب عتيق الخمر فهي التي  
تفك عن نفسك قيد الإسار  
*** 
الكأس جسم روحه الساريه  
هذي السلاف المزة الصافية  
زجاجها قد شف حتى غدا  
ماء حوى نيرانها الجارية 
*** 
قد ردد الروض غناء الهزار  
وارتاحت النفس لكأس العقار  
تبسم النور فقم هاتها  
نثأر من الأيام قبل الدمار 
*** 
بي من جفاء الدهر همّ طويل  
ومن شقاء العيش حزن دخيل  
قلبي كدنّ الخمر يجري دما  
ومقلتي بالدمع كأس تسيل 
*** 
وكلما راقبت حال الزمن  
رأيته يحرم أهل الفطن  
سبحان ربي كلما لاح لي  
نجم طوته ظلمات المحن 
*** 
ماذا جنينا من متاع البقاء  
ماذا لقينا في سبيل الفناء  
هل تبصر العين دخان الألى  
صاروا رمادا في أتون القضاء 
*** 
تلك القصور الشاهقات البناء  
منازل العز ومجلى السناء  
قد نعب البوم على رسمها 
يصيح أين المجد ، أين الثراء 
*** 
هون على النفس احتمال الهموم  
واغنم صفا العيش الذي لا يدوم  
لو كانت الدنيا وفت للألى  
راحوا لما جاءك دور النعيم 
*** 
وإنما الدهر مذيق الكروب  
نعيمه رهن بكف الخطوب  
ولو درى الهم الذي لم يجيء  
دنيا الأسى لاختار دار الغيوب 
*** 
صبت علينا وابلات البلاء  
كأننا أعداء هذا القضاء  
بينا ترى الإبريق والكأس قد  
تبادلا التقبيل حول الدماء 
*** 
تفتح النوار صب المدام  
واخلع ثياب الزهد بين الأنام  
وهاتها من قبل سطو الردى  
في مجلس ضم الطلى والغرام 
*** 
حار الورى ما بين كفر ودين  
وأمعنوا في الشك أو في اليقين  
وسوف يدعوهم منادي الردى  
يقول ليس الحق ما تسلكون 
*** 
نصبت في الدنيا شراك الهوى  
وقلت أجزي كل قلب غوى  
أتنصب الفخ لصيدي وإن  
وقعت فيه قلت عاص هوى 
*** 
أنا الذي أبدعت من قدرتك  
فعشت أرعى في حمى نعمتك  
دعني الى الآثام حتى أرى  
كيف يذوب الإثم في رحمتك 
*** 
إن تفصل القطرة في بحرها  
ففي مداه منتهى أمرها  
تقاربت يا ربّ ما بيننا  
مسافة البعد على قدرها 
*** 
وإنما الدنيا خيال يزول  
وأمرنا فيها حديث يطول  
مشرقها بحر بعيد المدى  
وفي مداه سيكون الأفول 
*** 
جهلت يا نفسي سر الوجود  
وغبت في غور القضاء البعيد  
فصوري من نشوتي جنة 
فربما أحرم دار الخلود 
*** 
يا ورد أشبهت خدود الحسان 
ويا طلي حاكيت ذوب الجمان  
وأنت يا حظي تنكرت لي  
وكنت من قبل الأخ المستعان 
*** 
أولى بك العشق وحسو الشراب  
وحنة الناي ونوح الرباب  
فأطلق النفس ولا تتصل  
بزخرف الدنيا الوشيك الذهاب 
*** 
لا تشغل البال بأمر القدر  
واسمع حديثي يا قصير النظر  
تنح واجلس وادعا قانعا  
وانظر الى لعب القضا بالبشر 
*** 
يا قلب إن ألقيت ثوب العناء  
غدوت روحا طاهرا في السماء  
مقامك العرش ترى حطّة ً  
أنك في الأرض أطلت البقاء 
*** 
إن الذي يذبل زهر الربيع  
ينثر أوراق وجود الجميع  
والهم مثل السّم ترياقه  
في الخمر فاشرب قدر ما تستطيع 
*** 
زجاجة الخمر ونصف الرغيف  
وما حوى ديوان شعر طريف  
أحب لي إن كنت لي مؤنسا  
في بلقع من كل ملك منيف  
*** 
أتسمع الديك أطال الصياح  
وقد بدى في الأفق نور الصباح  
ما صاح إلا نادبا ليلة  
ولّت من العمر السريع الرواح  
*** 
علام تشقى في سبيل الألم  
ما دمت تدري أنك ابن العدم  
الدهر لا تجري مقاديره  
بأمرنا فارض بما قد حكم 
*** 
تحمل الداء كبير الرجاء  
أنك يوما تنال الشفاء  
واشكر على الفقر الذي إن يُرَدّ  
أصبحت موفور الغنى والثراء 
*** 
ليتك يا ربي تبيد الوجود  
وتخلق الأكوان خلقا جديد  
فتغفل اسمي أو تزيد الذي  
قدرت لي في الرزق بين العبيد 
*** 
وصلتني بالنفس منذ القدم  
فكيف تفري شملنا الملتئم  
وكنت ترعاني فماذا دعا  
إلى اطراحي للأسى والألم 
*** 
هات الطلى فالنفس عما قليل  
توشك من فرط الأسى أن تسيل  
عساي أنسى الهم في نشوتي  
من بعد رشفي كأسها السلسبيل 
*** 
يا ساقي الخمر أفق هاتها  
ثم اسقني سائل ياقوتها  
فإنها تبعث من روحها  
نفسي وتحيي ميت لذاتها  
*** 
صب من الإبريق صافي الدماء  
واشرب وهات الكأس ذات النقاء  
فليس بين الناس من ينطوي  
على الذي في صدرها من صفاء 
*** 
أين طهور النفس عفّ اليمين  
وكيف كانت عيشة الصالحين  
إن كنت لا تغفر ذنبي فما  
فضلك يا ربِّ على العالمين 
*** 
أبدعت فينا بينات العِبر  
وصُغتنا يا ربي شتى الصور  
فهل أطيق اليوم محو الذي  
تركته في خلقتي من أثر 
*** 
طبائع الأنفس ركّبتها  
فكيف تجزي أنفسا صغتها  
وكيف تفنى كاملا أو ترى  
نقصا بنفس أنت صورتها 
*** 
تخفي عن الناس سنا طلعتك  
وكل ما في الكون من صنعتك  
فأنت مُجلاه وأنت الذي  
ترى بديع الصنع في آيتك  
*** 
يا رب مهّد لي سبيل الرّشاد  
واكتب لي الراحة بعد الجهاد  
وأحي في نفسي المنى مثلما  
يحيي موات الأرض صوب العهاد 
*** 
لن يرجع المقدار فيما حكم  
وحملك الهم يزيد الألم  
ولو حزنت العمر لن ينمحي  
ما خطه في اللوح مر القلم 
*** 
ولّى الدجى قم هات كأس الشراب 
كأنما الياقوت فيها مذاب  
واحرق من العود بخورا وخذ  
من غصنه المعطار واصنع رباب 
*** 
الخمر توليك نعيم الخلود  
ولذّة الدنيا وأنس الوجود  
تحرق مثل النار لكنها  
تجعل نار الحزن ماء برود  
*** 
عيشي من أجل الطلى مستحيل  
فإنها تشفي فؤادي العليل  
ما أعذب الساقي إذا قال لي  
تناول الكأس ورأسي يميل 
*** 
أولى بهذا القلب أن يخفقا  
وفي ضرام الحب أن يحرقا  
ما أضيع اليوم الذي مرّ بي  
من غير أن أهوى و أن أعشقا 
*** 
سارع الى اللذات قبل المنون  
فالعمر يطويه مرور السنين  
ولست كالأشجار إن قلمت  
فروعها عادت رطاب الغصون 
*** 
إن الألى ذاقوا حياة الرّغد  
وأنجز الدهر لهم ما وعد  
قد عصف الموت بهم فانطووا  
واحتضنوا تحت تراب الأبد 
*** 
نفسي خلت من أنس تلك الصحاب  
لما غدوا ثاوين تحت التراب  
في مجلس العمر شربنا الطلى  
فلم يفق منا صريع الشراب 
*** 
ولست مهما عشت أخشى العدم  
وإنما أخشى حياة الألم  
أعارني الله حياتي وعن  
حقوقه استرداد هذا النسم 
*** 
قالوا امتنع عن شرب بنت الكروم  
فإنها تورث نار الجحيم  
ولذّتي في شربها ساعة  
تعدل في عيني جنان النعيم 
*** 
إن دارت الكأس ولذّ الشراب  
فكن رضيّ النفس بين الصحاب  
واشرب فما يجديك هجر الطلى  
إن كان مقدورا عليك العذاب 
*** 
شيئان في الدّنيا هما أفضل  
في كل ما تنوي وما تعمل  
لا تتخذ كل الورى صاحبا  
ولا تنل من كل ما يؤكل 
*** 
لو كان لي قدرة رب مجيد  
خلقت هذا الكون خلقا جديد  
يكون فيه غير دنيا الأسى  
دنيا يعيش الحر فيها سعيد 
*** 
إذا بلغت المجد قالوا زنيم  
وإن لزمت الدار قالوا لئيم  
فجانب الناس ولا تلتمس  
معرفة تورث حمل الهموم  
*** 
خير لي العشق وكأس المدام  
من ادعاء الزهد والإحتشام  
لو كانت النار لمثلي خلت  
جنات عدن من جميع الأنام 
*** 
عبدك عاص أين منك الرضاء  
وقلبه داج فأين الضياء  
إن كانت الجنّة مقصورة  
على المطيعين فأين العطاء 
*** 
أهل الحجا والفضل هذي العقول  
قد حاولوا فهم القضاء الجليل  
فحدثونا بعض أوهامهم  
ثم احتواهم ليل نوم طويل 
*** 
يا عالم الأسرار علم اليقين  
يا كاشف الضر عن البائسين  
يا قابل الأعذار فثنا الى  
ظلك فاقبل توبة التائبين 
*****[/align][/cell][/table1][/align] 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |