18 / 03 / 2008, 14 : 09 PM
			
			
		 | 
		
			 
			رقم المشاركة : [30]
			
		 | 
	
	| 
			
			 المدير العام  وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي 
			
			
			
 
			
			
 
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				رد: رواية      أحاديث الولد مسعود   .......  طبعة أولى 1984
			 
			 
			
		
		
		[gdwl]  
[align=justify]  
كما قدوم النهار  
ولأن الحنين إلى أم العبد ذات العيون المتوقدة ، هو حنين ملازم لي في كل الأوقات .. فقد أرسلت رسالة لها ، أحكي فيها عن فاطمة التي ما وجدناها وأحكي أيضاً عن الرجل حمدان وعبد الرحيم والسلامات المرسلة إليها.. وتخيلت ـ أنا الولد مسعود ـ أن أم العبد تضحك تتمشى في الغرفة وتضحك، تتذكر أبا العبد ، وتضحك .. وبين الحين والحين تأخذ في التذكر الطويل، وتحكي عن طبرية ، وأيام طبرية ، ويطيب لها ، أن تشعر بالدفء .. 
وكنت ـ أنا الولد مسعود الذي من عرعرة ـ أتمنى أن أرى أم العبد عما قريب لا من أجل شيء محدد ، ولكن من أجل كل شيء .. ولأحكي طويلاً عن الشعور بالفخر والاعتزاز وأنا أقاتل عسكر اليهود في كل عملية كنا نقوم بها .. وأنا أعرف ، أن ذات العيون المتوقدة ، ستفرح  حين تسمع عن نايف العوض العبد الله العاشق المسافر أبداً إلى الحبيبة الأسيرة .. وستقول ـ ذات العيون المتوقدة ـ وماذا عن صاحب البروة ؟؟ وسأقول لها ، منشرح القلب والذاكرة ، إن صاحب البروة، مصمم على العودة إليها ليرجعها كما كانت قبل النسف والتدمير ، وعندها أقول ـ أنا الولد مسعود ـ لن يكون احتلال ، وستكون الأرض حبلى بالدفء العظيم .. 
ولأن آخر عملية قمنا بها ، مساء البارحة بالتحديد، جعلتنا نحمل معنا شهيداً من الرجال ، قبض على الرشاش بقوة وما تركه حتى بعد أن لفظ آخر الأنفاس فقد تساءلت : أيمكن لشجرة الزيتون أن تكون أطول قامة من قاماتنا ما دمنا نقبض على سلاحنا بهذه القوة ؟؟ وأجبت ـ أنا الولد مسعود ـ إن شجرة الزيتون لا يمكن أن تكون إلا من صنع يدنا .. وفرحت .. فرحت لأن الشهادة ، تعلمنا أن الخصب مستمر .. كما الولادة ، كما إطلالة الشمس ، كما قدوم النهار .. ولا نريد أن نحزن كثيراً ، أن نذرف الدمع كثيراً ، أن نفقد شيئاً من توقد الأمل .. فحتى مع الشهادة ، نؤمن ، ويجب أن نؤمن ، بأنه لن تكون هناك حرية ، أو شجرة زيتون من صنع يدنا دون دم ، ودون شهادة ، ودون خصب .. ولا أطيل ـ أنا الولد مسعود ـ في الحديث عن صورة الوطن ،  والطريق إلى الوطن ، إلا لأن الحب مشرع والقلب مشرع والذاكرة مشرعة .. وبين هذا وهذا وذاك ، نمتلئ بالوطن  الأمل .. لأن يدنا تقبض بشدة على السلاح .. ترفعه .. وتعرف كيف تضغط على الزناد.. وكيف تقاتل عسكر اليهود .. 
كل ذلك ، كتبته لرئيس التحرير ، وعرفت أنه سيبتسم إن طاب له أن يبتسم.. ولأنكم تعرفون ، أن رئيس التحرير كثيراً ما يكفهر ويكاد يمطر غضباً دون تحديد الفصول فهو في الشتاء مثلما في الصيف .. فأنا ـ الولد مسعود ـ وحتى نتلافى غضبه أودعكم ..  
[/align] 
[/gdwl] 
		
		
     | 
    | 
		
		
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |