02 / 02 / 2011, 01 : 07 AM
			
			
		 | 
		
			 
			رقم المشاركة : [1]
			
		 | 
	
	| 
			
			 أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
			
			
			
 
			
			
 
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				المَنْدَل - أقصوصة - نزار ب. الزين
			 
			 
			
		
		
		 
المَنْدَل  
أقصوصة  
نزار ب الزين  
***** 
الزمان : أواسط العقد الأول من القرن العشرين 
المكان : بلدة عربية صغيرة ، شحيحة الموارد 
و لشح الموارد و خاصة بعد أن جف النبع الرئيسي ، اندفع شبانها نحو العاصمة سعيا وراء اي عمل ، أما سعيد الحظ فهو من يتمكن من الهجرة إلى الخارج ، و كان محمد الدرويش من سعداء الحظ ؛ ترك زوجته و طفلته ذات السنتين في عهدة والديه ، ومضى إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية ... 
تراسل من مهجره مع عائلته ، و أرسل لهم دفعات مجزية من النقود لمدة ثلاث سنوات ، 
ثم .... 
انقطعت أخباره .... 
جن جنون زوجته التي نهشتها الغيرة و الوساوس ، و التاعت والدته التي انتابها كل حالك من الأفكار ، أما والده فوقع فريسة الذهول .. 
و ذات يوم ... 
اقترحت إحدى القريبات ، زيارة عرافة في قرية مجاورة ، ذاع صيتها كضاربة "مندل" ؛ 
جلست العرافة فوق حصير على الأرض ، و جلست عائشة زوجة محمد الدرويش و حماتها قبالة العرافة ، و في الوسط بينهن ثمة وعاء نحاسي كبير امتلأ حتى منتصفه بالماء .. 
و قد أضفى صوت العرافة الأجش و هي تتلو الأدعية، مقترنا بضعف الإنارة ، بعض الرهبة ، و التي زادها اهتزاز الوعاء و ما فيه من الماء كلما ارتفع صوت العرافة !!!! 
ثم .. 
و بكل ثقة ، أكدت العرافة أن محمد الدرويش ظهر لها على صفحة الماء ... 
ثم ... 
أضافت : أنه حي يرزق ، 
ثم .... 
مقاطعة صياح الإمرأتين الجزلتين ، أضافت : 
- لكنه متزوج من فتاة أجنبية شقراء رائعة الجمال ، و حوله ثلاثة أطفال ذكور .. 
ثم ...... 
عادت الإمرأتان إلى منزلهما منهارتين ، و قد لفهما اليأس .. 
و لكن .... 
الفرحة ما لبثت أن عادت إلى العائلة بعد أقل من أسبوع ، فبدون سابق إنذار ، عاد محمد الدرويش من مهجره سليما معافى ، 
و لم تكن برفقته غير حقائبه ،  
لم تكن معه شقراء ،  
و لا ثلاثة من الأبناء الذكور !!! 
و كان عذره عن انقطاع التواصل ، انتقال أعماله إلى منطقة غابات الأمازون ، حيت المواصلات و الإتصالات شبه معدومة .... 
***** 
الزمان : أواخر العقد الأول من القرن الحادي و العشرين 
المكان : بلدة صغيرة شحيحة الموارد الطبيعية ، إلا أن كل من زارها شعر بانتعاش سكانها ، فقد غيرتها إلى الأفضل نقود الشبان المهاجرين .... 
و في أحد بيوتها الفاخرة ، جلست سحر فوق وثير طويل ، و قد التف حولها  والداها و حمواها و طفلاها ،  
ثم .. 
رفعت  غطاء جهاز ألكتروني أسمته سحر ساخرة : "المندل" .. 
ثم ... 
ضغطت على بعض الأزرار ، 
ثم .... 
سمعوا نغمة موسيقية جميلة ، تكررت عدة مرات .. 
ثم ...... 
ظهرت صورة  محمد الدرويش ، الحفيد السادس لمحمد الدرويش الجد الأعظم ، و الذي يعمل "فني حاسوب" في إحدى الدول الاسكندنافية ، 
ثم ........ 
أخذ الجميع يحاورونه و كأنه بينهم ، و قد غمرتهم السعادة ... 
============ 
* نزار بهاء الدين الزين 
سوري مغترب  
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب 
الموقع :  www.FreeArabi.com 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     | 
    | 
		
		
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |