31 / 12 / 2010, 57 : 06 PM
			
			
		 | 
		
			 
			رقم المشاركة : [1]
			
		 | 
	
	| 
			
			 كاتب نور أدبي ينشط 
			
			
			
 
			
			
	 | 
	
	
	
		
		
			
			 
				
				نجوى القمر
			 
			 
			
		
		
		 عندما أجلس إلى نفسي أذاكر وجهك 
فمذ كنت صغيراً  كان يرسم لي الأحلام ، و إلى اليوم ما زلت لديَّ ذلك اللؤلؤ المكنون الذي يشعل سراج  الحب في تأمل الليل ، و يضيء درب العشق في سكينة قلبه المفتوح . 
القلب يغمره  لاأمل ، و أنت تبسم له من وراء الفضاء لتشد من أزره المكلوم بهموم الدنيا و جروح  الحياة ، فتغسله بأشعتك النورية ، و تذيب و تصهر كل ذنوبه لتنحط عنه قطرات من ألم  يائس ، و يعود طفلاً طاهراً خارجاً من بطن أمه مشرقاً للحياة ، غير حامل شيئاًَ من  أرجاسها و أنجاسها . 
تطهرنا ، و تنقينا ، و تفرغ من أنفسنا أدواءها ، و تصلنا  بعالم الأزل كلما جرفتنا بعيداً عنه سيول الحقد و الكره و الرتابة و تكاليف الحياة  . 
تتلاقى على مهدك أطوار الوجود بين الخلق و التكوين ، و تشرق عليك آلاء السماء  و أنوار الكواكب التي تتجلى في تسبيحها الدائم لخالقك العظيم . 
آلاف السنين كنت  موئلاً للأرواح الضائعة ، بنظرات قلايلة إليك يرقى المرء سلم العلياء ليغدو كأنه في  عالم و جسده في غيره ، يحلق فيك و يسبح في الدنيا التي تخلقها في النفوس ، و أنت  لست سوى أحجار التأمت فصنعت نجماً سابحاً في الملكوت الكبير .  
أيها القمر ....  يا إعجاز الخالق في خلقه ، من أي شيء رُكِّبتَ و كيف صُنِعتَ ؟؟..... تلوح من بعيد  فتسلب العقول رصانتها ، و تكسر صولجانها الأثير ، و تعلن تمرد القلوب عليها ، و  تهتز لك الصدور فيتمزق نير الرغبات داخلها ليفيض مذاب الفضة الشاعري ، المنهل من  نبع السموات فيغمر النفوس كلها بعطره و كلفه و عشقه ، و زئبقه الذي يفتت أصنام  المادة ، و يحرر من أصفادها حمائم الروح . 
أيها القمر ..... كم أطللت على الدنيا  ، و شهدت السفاحين في جبروتهم ، و الفقراء في ضيقهم ، و الأنبياء في دعواتهم ، و  العباد في خلواتهم ، و الخائفين في فزعهم ، و الساكنين في طمأنينتهم . 
كم أطللت  على الدنيا ، فساءك منها ما ساء ، و سرك منها ما سر . 
فبحق ربك عليك ، أبكيت قدر  ما ضحكت ، أفرحت قدر ما حزنت ، أشهدت مما يبهج النفوس كما شهدت مما يشجيها  . 
أرأيت مما يسر الخواطر قدر ما رأيت مما يمزق الأفئدة ؟ 
أكان من رنا إليك من  الشعراء و المتألهين و الأدباء قدر من بقيت رؤوسهم غائصة تحت الرمال ، لأنهم لا  يملكون ، بل لا يعرفون كيف يرفعونها ليغتسلوا بنورك . 
أكان من آذوك بما شهدت من  شرهم و نزقهم قدر من سروك بعطر خيرهم و ألق نبلهم ؟ 
أكان من تلألؤوا تماثيل من  العاج صفاء كمن تجمدوا لفرط تحجر الإنسانية في وجدانهم ؟؟ 
أيها القمر .... يا من  شهدت مصرع الإنسانية مراراً على أيدي أبنائها ، و شهدت تدفق مائها من بعد من نبعها  الخالد الرقراق . 
أكنت بعد كل هذا تأمل أن تغير مكانك ، و تنزل لتكون بيننا تسعى  لتغيير ما تراه من عليائك فلا تحتمل رؤيته ، أم تفضل أن تظل لابثاً تطل من حيث أنت  على معارك الدنيا التي لا تنتهي ، و مجازر الخير و مصارع الشر ، و نيران البغضاء و  ماء الحب ، و سمادير الشر و أردية الطهر . 
أجبني بالله عليك ..... فلقد أتعبني  ما أنا فيه ، و لا بد أن كلماتك تهبني بعض ارتياح . 
أجبني أيها الحبيب ....  فطالما عجزت عن الإجابات ، ثم وجدتها حين استنرت بمداد وضاءتك  . 
..................................................  ..........................................  
  
 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     | 
    | 
		
		
		
			
		
		
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |