| 
	
		
		
			
			 
				
				رد: آه يابلادنا : قراءة نقدية في الشعر العامي
			 
			 
			
		
		
		... لايمكن أبدا أن ننظر إلى قصيدة ــ مهما يكن تصنيفها ــ بمعزل عن التيار الشعري العام , وحين نود أن نرصد حجم قصيدة ما , لابد أن يكون هذا الرصد بمقياس الخلق الإبداعي في ساحة الشعر بصفة عامة , وفي ساحة الصنف المراد رصده بصفة خاصة . 
..لذلك سأسمح لنفسي بتذكيركم أنني لا أقصد هذه القصيدة بذاتها , وإنما أقصد كل عمل يوضع تحت مجهر المقاربة النقدية التحليلية , وساعتها يحق لي ولكم أن نسائل القصيدة , سواء أكانت من الشعر العامي أم من غيره . 
أين تقف القصيدة في صف البيبليوغرافيا الخاصة بالشاعر ؟  
هل القصيدة مجرد اقتباس ــ على مستوى الفكرة طبعا ــ وإعادات ممجوجة لإبداعات سابقة ؟  
هل القصيدة مؤشر على خط شعري مؤسس لمنهج إبداعي ما ؟  
هل يمكن للقصيدة مسايرة الزمن أم أنها لا تعدو أن تكون ذات قيمة وقتية ؟  
تلك لعمري هي مباضع الجراح التي يمسك بها كل ناقد , ويعلمها القاصي والداني , ولست أقول شيئا من عندي , ولكن الغاية من التذكير بهذا الأمر , هي أنه غير مخصوص بالضرورة لقصائد التفعيلة دون غيرها من قصائد العامية , إذ ليس حراما أن نستنطق القصيدة العامية بمثل ما نستنطق به صنواتها , وبنفس الأدوات النقدية . 
لست أنا من يتطاول إلى مشارف الإجابة عن أسئلة تكبرني حجما , وأصغرها إحاطة , وليس القصد أن نسائل القصيدة التي بين أيدينا , إلى أي حد تجيب من خلال مضامينها وتيماتها الفنية والبلاغية عن الأسئلة المطروحة , ولكن القصد أن أبين أن النقد في شموليته الأدبية , يعلو على كل صنافة نوعية . والقصيدة العامية , لها مكانها في ساحة الشعر عامة , حت ولو كانت تقف خجلى في الطابور . وأجدر بأهل الشعر كما بأهل النقد أن يفسحوا للشعر العامي وللزجل موطئا , وساعتها سنكتشف كم هو جميل ورائع هذا الزجل وهذا الشعر العامي . 
 
عود على بدء : وبالرجوع إلى قصيدة " آه يا بلادنا " فقد تمكن الشاعر إلى حد كبير من الحفاظ على الخصائص التي تجمع بين أطراف الشعر العامي شكلا من خلال ترنيمة إيقاعية بسيطة , ومضمونا من خلال قرع أجراس الغضب الممزوج بالسخرية , ما جعل القصيدة تحرك في أنفسنا هياج الشوق إلى غزة . 
أن تكون قارئا متلذذا للشعر وأنغامه , شيئ جميل طبعا , ولكن القصائد منها ما يشتعل وينير في القلب والفكر , ومنها ما ينطفئ ويخبو في زوايانا المظلمة العديدة , ووحدها تلك القصائد التي تزيد من وعينا , وتكثف من إدركنا للأشياء , تستطيع أن تعيش , ووحده ذلك الشاعر الذي يتمكن من تسلق قمم الشعر بوثوق وحركية دائبة , من تبقى قصائده مشتعلة وهاجة . 
 
هنيئا لشاعرنا : محمد عبد المجيد مرسي . جائزة نور الأدب  
 
مع خالص المودة للجميع . 
		
		
     |